قبل يوم واحد من احتفال العالم باليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي، تلك الظاهرة التي خلفت وراءها الكثير من الضحايا المدنيين في العديد من الدول المختلفة، ففي أحد التقارير التي صدرت عن عدة منظمات دولية ذكرت أنّه في خلال السنوات القليلة الماضية، أدى حدوث 58 كارثة للتسونامي إلى وفاة أكثر من 260 ألف شخص، أو ما معدله 4600 شخص لكل كارثة، وهذا يتجاوز المخاطر الطبيعية الأخرى.
وأدى التسونامى فى المحيط الهندى فى ديسمبر 2004 إلى أكبر عدد من الوفيات فى تلك الفترة وتسبب ما يقدر بـ227 ألف حالة وفاة في 14 بلدًا، حيث كانت إندونيسيا وسريلانكا والهند وتايلاند الأكثر تضررًا.
اليوم، ومن جديد خرج تهديد للعديد من دول البحر المتوسط باقتراب تسونامي، لكن تلك المرة سيكون جبل "إتنا" السبب الرئيسي؛ حيث يعد جبل "إتنا" في جزيرة صقلية الإيطالية، واحدًا من أكثر البراكين نشاطا في العالم، إلا أن ذلك ليس الشيء الوحيد الذي يثير مخاوف العلماء، حيث حذرت دراسة حديثة من احتمال انزلاق الجبل في البحر.
وفي حال تحققت توقعات العلماء، فإن انزلاق الجبل سيتسبب بتسونامي هائل، بمقدوره تدمير جزء كبير من المناطق الممتدة شرقي البحر الأبيض المتوسط.
ونقلت "سي إن بي سي" عن موريليا أورلوب، الباحثة في مركز جيومار هيلمهولتز لأبحاث المحيط، في مدينة كيل بألمانيا، قولها: "تسحب الجاذبية الجبل نحو الأسفل بقوة، ومن الممكن أن يسحب بسهولة باتجاه البحر، حيث لا يوجد أي شيء لإيقافه".
وسجل العلماء تحركًا بطيئا للبركان منذ تسعينيات القرن الماضي، إلا أن أورلوب وزملاءها استخدموا شبكة من الحسّاسات تحت الماء على امتداد القسم الجنوبي الشرقي للبركان، للحصول على تقييم دقيق بشأن حركته.
وينزلق "إتنا" بمعدل يتراوح بين 2 إلى 3 سنتيمترات سنويا، وفقًا للبيانات التي نشرها الباحثون في شهر أكتوبر الماضي، كما رصدت الحسّاسات حركة في أجزاء بعيدة عن مركز النشاط البركاني، الأمر الذي يستبعد فرضية أن تكون "الماغما" أو المواد المنصهرة، هي المسؤولة عن حركة الجبل.
واستبعد فريق الباحثين احتمالية الانزلاق السريع للجبل نحو البحر، مؤكدين على أن مثل هذه الانهيارات شائعة في دورة حياة البراكين، وخصوصًا مع بركان مثل "إتنا"، الذي يقدّر عمره بـ 500 ألف عام.
وعلى الرغم من تطمينات العلماء، إلا أن التاريخ سجل حالات لانهيارات بركانية مفاجئة وسريعة، ففي مايو من عام 1980، انهارت الجهة الشمالية لجبل سانت هيلين بولاية واشنطن، على إثر هزة أرضية بلغت شدتها 5.1 على مقياس ريختر، وتسببت بانزلاقات أسفرت عن وفاة 57 شخصًا وخسائر اقتصادية بلغت قيمتها 1.1 مليار دولار.