تشهد العلاقات المصرية الروسية منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي، حكم المحروسة، تطورًا كبيرًا على كل الأصعدة الاقتصادية والعسكرية، خاصة مع استمرار القمم بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
شرقًا وغربًا لم يكف "السيسي" عن زياراته إلى دول العالم، مستهدفًا مصلحة مصر وتحقيق التوازن فى العلاقات مع كل المعسكرات والقوى العسكرية والاقتصادية، ومُعالجًا أوجه القصور فى السياسة الخارجية التى تأرجحت على مدار عقود بين الميل إلى دول معينة واكتساب العداء من دول أخرى.
وفى إطار سياسته إلى جذب مزيد من الاستثمارات والتعبير عن حرية التوجه واتخاذ القرار، يتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، صباح اليوم الإثنين، فى زيارة إلى روسيا، خاصة أنه اللقاء السادس بين البلدين.
ولعل تطوير العلاقة المصرية وقوتها مع روسيا، يربطها بمصر تاريخ حافل من المواقف المشرّفة على الساحة الدولية فى الآونة الأخيرة، كما أنه يعد إضافة حققتها ثورة 30 يونيو 2013، كما أن انفتاح العلاقة المصرية الروسية واتسامها بالحيوية والفاعلية، رسالةٌ للعالم لإعادة تقييم موقف صنّاع القرار وتعبيرٌ عن قدرة مصر على التحرك.
اللقاء الأول
خلال عام 2014 قام الرئيس السيسي بزيارة روسيا بصفته وزيرًا للدفاع آنذاك، وأعلن السيسي في ذلك الوقت، أن زيارته لموسكو بمثابة انطلاقة جديدة للتعاون العسكري والتكنولوجي بين مصر وروسيا.
أول زيارة رسمية للسيسي إلى روسيا
وفي أغسطس عام 2014 كانت أول زيارة للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى روسيا عقب تولّيه رئاسة الجمهورية؛ حيث عقد مباحثات ثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي ختام القمة المصرية الروسية التي عقدت في منتجع سوتشي، أعلن السيسي أن موسكو والقاهرة اتفقتا على إقامة منطقة صناعية روسية كجزء من المشروع الجديد لقناة السويس.
سُبل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين
قام فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، بزيارة لمصر يومي 9 و10 فبراير 2015، بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، ودعمت هذه الزيارة العلاقات القوية بين مصر وروسيا اللتين ما زالتا تلعبان دورًا قياديًّا على الساحتين الإقليمية والدولية، كما تبادلا الآراء حول تطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، وكذلك موقف سوريا وليبيا، إضافةً إلى سُبل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
الذكرى السبعين للنصر في الحرب العالمية الثانية
وحرص الرئيس السيسي على مشاركة القيادة والشعب الروسي بالذكرى السبعين للنصر فى الحرب العالمية الثانية، وذلك فى مايو عام 2015، ثم عاود زيارة روسيا فى أغسطس من ذات العام، وتم خلال الزيارة الحديث عن توسيع التعاون بين البلدين فى الكثير من المجالات، بما فى ذلك الطاقة الذرية وإنشاء منطقة صناعية روسية بالقرب من قناة السويس إلى جانب العديد من المشروعات الطموح بين البلدين.
افتتاح قناة السويس
حرص رئيس الوزراء الروسي ديمترى ميدفيديف على المشاركة فى احتفالات مصر بافتتاح قناة السويس الجديدة؛ حيث نقل التليفزيون الرسمي في روسيا جميع وقائع مراسم الافتتاح والاحتفال على الهواء طوال اليوم.
اتفاق الضبعة
كما قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة لمصر يوم 11 ديسمبر 2017، في ثاني زيارة من نوعها فى غضون عامين فقط، وتم خلالها التوقيع على عدد مهم من الاتفاقيات بما فى ذلك اتفاق "الضبعة"، إلى جانب إعطاء الضوء الأخضر لإمكانية استئناف الطيران المباشر بين البلدين بعد انقطاع استمر لأكثر من عامين؛ بسبب حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء.
التعاون الاقتصادي
بلغ حجم الاستثمارات الروسية في مصر نحو 63 مليون دولار، وهي استثمارات الشركات العاملة بنظام المناطق الحرة، وأغلبها في القطاع السياحي، أحد أهم مصادر الدخل القومي لمصر، وذلك بخلاف الاستثمارات المتراكمة.
ويتمثل 50% من الاستثمارات الروسية في قطاع السياحة، مقابل 18% في قطاع الإنشاءات، و12% في مجال الخدمات، و6% في القطاع الصناعي، والنسبة ذاتها 6% في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا، و5% في مجال التمويل، و3% في المجال الزراعي، ووفقًا لبيانات الهيئة العامة للاستثمار، كما يصل عدد الشركات الروسية المستثمرة بالاقتصاد المصري إلى 417 شركة.
وفي مايو من العام الماضي، وقّع وزير التجارة والصناعة المصري، طارق قابيل، على اتفاقية المنطقة الصناعية الروسية في بورسعيد، ومن المتفق عليه أن تضم المنطقة الصناعية مشروعات فى مجال تجميع السيارات والمعدات الزراعية ومواد البناء ومعدات الطرق وصناعات أدوية وبناء سفن ومنسوجات وملابس وأجهزة إلكترونية وأثاث ومعدات هندسية، بالإضافة إلى مشروعات فى مجال تكنولوجيا المعلومات وإعادة تدوير المخلفات والخدمات المالية.
وعن آخر الإحصائيات قال الممثل التجاري الروسي بالإنابة في القاهرة نيكولاي أصلانوف، إن حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر عام 2017 تجاوز 4.6 مليار دولار بزيادة تقدر بنحو 59% عن الفترة نفسها من العام 2016 طبقًا لإحصاءات جهاز الجمارك الفيدرالي الروسي.
وأشار أصلانوف إلى أن إجمالي الاستثمارات المتراكمة لرأس المال الروسي في مصر بلغ 4.6 مليار دولار بنهاية ديسمبر عام 2017، منها 60% مركزة في قطاع النفط والغاز الطبيعي.
وأكد أصلانوف أن الجانب الروسي أعدّ الخطة الرئيسة وخطة العمل للمنطقة الصناعية الروسية وسلّمها للجانب المصري، موضحًا أن تكلفة إنشاء هذه المنطقة في المرحلة الأولى تبلغ 190 مليون دولار، بينما يبلغ إجمالي الاستثمارات فيها 7 مليارات دولار وتوفر أكثر من 35 ألف فرصة عمل، بحسب ما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
موضوعات متعلقة..
- اليوم.. قمة ”مصرية - روسية” في موسكو بين السيسي وبوتين
- الصالة الرئاسية بمطار القاهرة تستعد لسفر السيسي إلى موسكو