وقفت بسمة الزوجة الأربعينية على أعتاب محكمة الأسرة بزنانيرى، تنتظر دورها فى السجل، وعندما اقتربنا منها لنعرف سبب وجودها بطلب الخلع؛ اختصرت معاناتها قائلة: "طلع متحرش".
وشرعت الزوجة فى حديثها لتسرد تفاصيل حياتها الزوجية، التى ستنهيها- كما قالت- بمحض إرادتها،: تزوجته بعد قصة حب ولم أكن أتخيل بأن حياتى معه ستنتهى على هذا الشكل المؤسف، وبتلك الطريقة التى أعتبرها فضيحة، ولكن لم يكن باليد حيلة.
وأضافت: تزوجته ورزقنا الله بـ 3 بنات فى منتهى الأدب والرقة، فهن محجبات ومحترمات ولم يكن كهؤلاء المائعات اللواتى يتسكعن فى الشوارع، وكنت سعيدة بهن رغم أننى لم أرزق بالذكور، وكنت أشعر بأن الله سيعوضنى بهن خيرا.
وتابعت باكية، لم أشك فيه يومًا ولم يبد عليه أى مظهر من مظاهر المرض النفسى وأنه متحرش، وعشنا سويًا فوق الـ 20 عامًا لم ألحظ عليه شيئا، مرت أيام عمرنا سويًا بحلوها ومرها، وتحملت قلة دخله وصبرت فهو لم يكن غليظًا ولا سيئ الطباع، مرت السنوات وكبرت البنات، وحياتنا هى حياتنا، فهو يذهب للعمل ثم يعود للبيت فى سبيل توفير لقمة العيش وقوت اليوم.
واستمرت الزوجة فى حديثها: "كان يوم مشؤمًا حينما جاءنى اتصال منه بأنه محتجز فى قسم الشرطة، توجهت مسرعة إلى هناك لأعرف الخبر، وفوجئت بأنه قام بالتحرش بإحدى الفتيات فى عمر بناته بالشارع والتى قامت على إثر ذلك بالصراخ وصممت على اصطحابه للقسم".
واستطردت، تحدثنا إلى الفتاة بأن تتنازل وبالفعل تنازلت عن المحضر، واقتنعت بما قاله لى بأنه لم يكن يقصد وأن الفتاة أصابتها فوبيا التحرش وأنها ظلمته، وذلك لعدم تصورى بأنه فعلا متحرش، وكنت أسال نفسى: كيف له أن يفعل ذلك وهذه الفتاة فى عمر بناته، وأخفينا الأمر وظننت أن الأمر انتهى.
وأكملت الزوجة،: ولكن حسن ظنى فيه لم يكن فى محله، فقد تعرض لنفس الموقف مرة أخرى، وفى هذه المرة رفضت الفتاة تمامًا التنازل، فأصبحت كالمجنونة لا أدرى ماذا أفعل، وكيف أتصرف، وإذا ما حضر أحد للسؤال عليه وعن سبب غيابه ماذا سأقول.
وتابعت: قررت أن استسمح الفتاة وأعتذر منها بنفسى وأخبرها بأن لديه فتيات فى عمرها لكنها رفضت ووجهت لى كلمات لاذعة فلم استطع أن ألح أكثر من ذلك، وتم احتجازه بالقسم وعدت للمنزل.
وقالت الزوجة،: عدت للبيت ووجدت بناتى يقفن على عتبة البيت فى انتظارى وانتظار والدهن، حينها لم استطع أن أرفع عينى فى أعينهن، فماذا سأقول لهن عن والدهن، وعن فعلته تلك.
وأضافت الزوجة: اخترعت كذبة وأقنعتهن بها وقررت أن أقيم دعوى خلع حفاظًا عليهن، وحتى أقول إذا ما تقدم لهن خاطب بأن خلافات زوجية بينى وبينه انتهت بالطلاق، وقررت أن لا أخبر أحدا من أهلى بتلك الفضيحة حفاظًا على بناتى، من تلك الكارثة وحفاظًا على سمعتهن وسمعة والدهن الرجل الخمسينى، وحتى يظل فى أعينهن مثال الأب الخلوق.