«الواحات، وكتيبة 101، ومديرية أمن الدقهلية».. جرائم شهدتها المحروسة خلال الـ4 سنوات الماضية، ليدفع الثمن شبابها من حراس الوطن والمواطنين، وعلى الرغم من تعدد تلك الجرائم إلا أن الجاني وراء هذه الأعمال الإرهابية هو ضابط نمرود تحوّل من ضابط صاعقة يخدم على تراب بلده إلى إرهابي خطير يؤسس تنظيمًا ليسقط وطنه في بِرك من الدماء.
«هشام عشماوي».. شاب صاحب الـ39 عامًا، منذ أشهر قليلة كان هذا الاسم مترددًا فى أذهان الكثيرين؛ خاصة أنه من الضباط الكفء فى سلاح الصاعقة، وعلى الرغم من ذلك إلا أن سرعان ما تحولت تلك القصة من ضابط ملتزم، إلى «أبو عمر المهاجر»، الذي أصبح من أكثر المطلوبيين أمنيًا فى مصر.
تخرج عشماوي في الكلية الحربية المصرية عام 2000، وأصبح ضابط صاعقة يشهد له بالكفاءة والالتزام بشهادة رؤسائه، وحصل على تدريب في الولايات المتحدة، ولكن مع «التزامه الديني»، سرعان ما تحول عشماوي إلى التشدد، وللمفارقة فإن سيناء التي كانت المحطة الأطول في خدمته كضابط هي نفسها التي تشرّب منها أفكار التشدد والإرهاب، بوصفها معقل تنظيم "أنصار بيت المقدس".
عام 2010 كان نقطة التحول الفاصلة في حياة الضابط السابق، خاصة بعد وفاة والده، الذي كان يمثل فى حياته نقطة حياة أو موت، وبعد مفارقته بات غير قادرٍ على ممارسة عمله وأصبح الاكتئاب هو المسيطر عليه، حتى تم فصله من الجيش عام 2012 حسبما قالت زوجته لوسائل إعلام مصرية.
ونظرًا لالتزامه الديني، وبعد فض اعتصامي تنظيم الإخوان في القاهرة عام 2013، قرر «أبو عمر المهاجر» الانضمام إلى أنصار بيت المقدس بعد أن أقنعه كبار قادة التنظيم، وارتبط اسم «عشماوي» بعمليات الدم، منها تفجير مقر مديرية أمن الدقهلية في مدينة المنصورة؛ حيث قتل 14 شخصًا، ثم مذبحة كمين الفرافرة بالصحراء الغربية في يوليو عام 2014، التي راح ضحيتها 28 عسكريًا، وبعدها حكم عليه بالإعدام غيابيًا.
وعلى الرغم من كل تلك الجرائم التى ارتكبها، إلا أنه لم يستمر كثيرًا مع تنظيم أنصار بيت المقدس، خاصة بعد مبايعتهم لـ"داعش" في نوفمبر 2014؛ حيث انشق الضابط المنفصل، وأسسس تنظيمًا مواليًا للقاعدة في ليبيا، ليضم مجموعة من معتنقي الفكر الجهادي، سماه "المرابطون"، فأصدر "داعش" بيانًا يبيح فيه إهدار دمه، وبعد هروبه لسنوات طويلة، تعلن السلطات الليبية، صباح اليوم الإثنين، القبض عليه.
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
