تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو طريف لطفل يبكي في إحدى المدارس وهو يقول لمدرسته: "أنا عاوز أنام ربع ساعة بس يا حاجة.. عاوز أنام ربع ساعة والنبي، أنام ربع ساعة يا حاجة واعملكوا اللي انتوا عاوزينه".
وأثار الفيديو ضجة كبيرة على صفحات السوشيال ميديا وتناوله النشطاء تزامنا مع بدء العام الدراسي، حيث لقى الطفل سخرية من البعض وتضامنًا من البعض الآخر.
وبالنظر بصورة أكثر عمقا في ذلك المشهد، ولرؤية الصورة كاملة، استطلعت بلدنا اليوم آراء الخبراء، الذين علقوا بأن المنظومة التعليمية أصبحت بمثابة سويقة، ليس هذا فقط بل إنها أصبحت بمثابة بيئة معادية للأطفال بكل مكوناتها.
التعليم في حالة فوضى شديدة
الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، تحدث معلقا على تلك المواقعة، مشيرا إلى أن التعليم في حالة فوضى شديدة ولا يمكن تطبيق المعايير الأوروبية بتوفير سبل الراحة للطلاب، إذا ظل التعليم بهذا الشكل، مشيرًا إلى أن الطلاب مع بداية العام الدراسي يدخلون المدارس وهم غير متأكدين من أنهم سيجدوا مدرسين، أو مقاعد يجلسوا عليها.
التعليم المصري "سويقة"
واستطرد مغيث بأن كون الآباء يتسارعون مع بداية كل عام دارسة في حجز المقاعد لأبنائهم، وهروب الطلاب من المدارس عن طريق القفز من أعلى أسوارها وممارسة أساليب البلطجة وغيرها، هذا دليل أن التعليم في مصر أصبح "سويقة" على حد تعبيره، لأن الدولة لم تفكر في التعليم وليس لديها إراده في تطويره أو الصرف عليه.
بيئة معادية للأطفال
وتحدث عبدالحفيظ طايل، رئيس مركز الحق في التعليم، على واقعة الطالب الذي استجدى معلمته للنوم لمدة ربع ساعة، بسبب شعوره بالإرهاق قائلا: " إن البيئة المدرسية بشكل عام منذ اليوم الأول للدراسة، هي بيئة معادية للأطفال بكل مكوناتها".
وأضاف طايل، أن الكثافات المرتفعة في الفصول وقلة الأماكن المفتوحة للترفيه بالنسبة للأطفال، وعدم وجود أنشطة بشكل كافي ملائمة لعمرالأطفال، وعدم ملائمة المبنى المدرسي نفسه لسن الأطفال، بالإضافة إلى طرق التدريس التقليدية، والشكل التسلطي للتدريس، جميعها أمور معادية للأطفال.
المنظومة الجديدة "دعاية"
وأشار رئيس الحق في التعليم، إلى أن حديث وزارة التربية والتعليم عن تطبيق منظومة جديدة وأسلوب مختلف للتدريس، ما هو إلا وسيلة للدعاية، والدليل على ذلك أن الـ750 ألف تابلت التي تحدث عنها الوزير، لم نراهم حتى الآن بين أيدي الطلاب مع بداية العام الدراسي، فمن يريد تطبيق نظام تعليم جديد فلن يتم هذا بالتعليمات، فهذا الموضوع مركب جدا، لذلك فإن التحدث حول نظام تعليم جديد هو عار من الصحة.
وتابع:" ونحن نتحدث عن الطفل الذي بكى، ونسينا أن هناك طفلا في الدقهلية ومع بداية العام الدراسي توفي نتيجة التدافع بين الطلاب".
التعليم أصبح سلعة مدفوعة الثمن وليس حق
وأكد أن الدولة تنظر للتعليم على أنه سلعة، فبالتالي من يستطيع أن يرسل ابنه إلى مدرسة ذات مصروفات عالية فابنه سوف يستمتع، ومن لايمتلك أموالا فابنه سيتعذب، لذلك فإن الدولة للتعامل مع التعليم كسلعة وليست حق.
ولفت إلى أنه منذ عشر سنوات، المركز المصري للحق في التعليم وغيره من المؤسسات، يقدمون سنويا مجموعة من المقترحات لوزارة التربية والتعليم، إلا أن الوزارة تقابل هذه المقترحات بالرفض ولا تلتفت إليها على الإطلاق.
موضوعات متعلقة:
بالفيديو.. تعليق ناري لمعتز الدمرداش علي واقعة «الطفل الباكى»
بعد السلام والتنمر.. ”محمد” لم يطلب المستحيل (تقارير عالمية)