عزة كامل، مديرة مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية "أكت"، كانت من الأقلام التي خطَّت علي صفحات جريدة صوت الأزهر، وضمن "الوشوش" غير المحجبة التي ظهرت علي غلافها، توضح أن الجريدة كانت مهتمة بشدة أن تعرف رأي الناس بشكل عام في القضية، و"تعليق" بعض السيدات اللاتي تحظي بدور فعال في حماية المرأة ومناقشة قضاياها والمنتمين لمنظماتهن ومجالسهن بأشكالها وأنواعها المختلفة علي بيان المشيخة.
وقالت "عزة" أعتقد أن الأزهر تعاون مع المجلس القومي للمرأة في ذلك الإطار الخاص بقضايا المرأة كثيرًا، وليس جديدًا عليه مساندتها ودعم دورها في المجتمع، إلا أن هذه الخطوة جديدة من نوعها وإيجابية، بغض النظر عن الرافضين والمؤيدين، فصراعات التيارات لن تنتهي، والجميع سيتمسك بأرائه ومعتقداته، وهذا ليس معناه أن نخضع لكلام المتطرفين الذين يطالبون بمحاكمة المسئولين عن الغلاف وظهوره بهذا الشكل، "لا يستحقون الرد في الأساس".
وعن بيان الأزهر، رأت مديرة مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية "أكدت"، أنه في الوقت الذي احتفت فيه كثير من المنظمات النسوية وحقوق الإنسان، بالرد علي تكرار وقائع التحرش، وأخذ خطوة تحد من هذه الظاهرة، خرج الأزهر بالبيان الذي وصفه كثير من المعنيين بالأمر بالبيان التاريخي دفعة واحدة.
ومن وجهة نظرها التحليلية للبيان، فإن سر حفاوة البيان يتلخص في تأكيده علي، عدم وضع أي تبرير للتحرش والمتحرشين وأن "تجريم التحرش والمتحرش يجب أن يكون مطلقًا ومجردًا من أي شرط أو سياق، ويجب تفعيل الأحكام شبه المعطلة، في مواجهة جريمة التحرش، والتي تحسم الموقف بامتياز".
وأشارت "عزة" إلي أن واقعة "تحرش التجمع" كانت مستفزة وبها حالة من الانحطاط والجريمة المعلنة، إلا أنه للأسف تم تبريرها ومساندة المتحرش بل وتبرئته مما فعل، وتحول الأمر رأسًا علي عقب، من متهم لمجني عليه وقائد رأي ونجم سنيمائي وإعلاني، وهذا مخالف للقوانين: "يجب تطبيق نصوص القانون، ونشر ثقافة التربية بين أفراد المجتمع علي احترام المرأة والحفاظ علي مكانتها، فهي ليست سلعة تباع وتشتري".
وبعدما انتشر من آراء ساخرة وتدين المرأة، كانت السيدة كغيرها من اللذين يرفضون هذا الهجوم علي الضحية وترك المفترس ينعم بحياة كريمة، إلي أن جاء بيان الأزهر لينصف المرآة ويساندها ويطالب بحقها الذي هضمه المجتمع وسط صيحات التشدد المرتفعة: "مشيخة الأزهر التي يمثلها الدكتور أحمد الطيب انتهجت نهجا انتصرت فيه لكرامة المرأة، وأكدت مبدأ الإدانة المطلقة للمتحرش، وأصدر العدد الجديد بعد بيان المركز بيوم واحد من جريدة صوت الأزهر، وعلي صدر غلافها عنوان علي هيئة هاشتاج "ليست- مستباحة".
وقالت إن الأزهر استكمل مسيرته بعدد الإمام السند، والذي ظهر علي غلافه صور مجمعة لعدد من السيدات غير المحجبات، وكأنه يريد أن يرسل خطابا للمتحرشين بتلك الصورة، وهي أن لبس السيدة أو خلعها للحجاب ليس مخالفا للشريعة وليس مبررا علي الإطلاق للتحرش بها، وهو أمر إيجابي من مؤسسة الأزهر التي انتبهت مؤخرًا إلي قضايا المرأة المختلفة، ونصرتها من وحشية المجتمع المستذئب.
وعن تحركات الأزهر نحو التجديد والتي تأتي تلك الخطوات من ضمنه، تقول عزة كامل، إنه منذ إنشاء وثيقة الأزهر عام 2011، لـ"تحديد علاقة الدولة بالدين وبيان أسس السياسة الشرعية الصحيحة"، وهو يحاول بأقصي جهوده المضنية نصرة المرأة في القضايا التي كانت تنتهك كرامتها وتأكل حقوقها، وهذا إن دل فإنما يدل علي صدق نيته في تجديد الخطاب الدين.