”تعانق الهلال مع الصليب“ في الاحتفالات بالعامين الهجري والقبطي

اليوم الحادي عشر من سبتمبر يحتفل العالم الإسلامي بالكامل بذكرى هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، هذا اليوم، الذي خرج فيه محمد هاربًا من مكة بعد أذية المشركين له إلى المدينة المنورة، ليبدأ من هناك نشر دعوة الإسلام.

 ولم يقتصر الحادي عشر من سبتمبر من هذا العام، على احتفال المسلمين فقط بهذا اليوم، بل يحتفل أيضًا الأقباط الأرثوذوكس بذكرى السنة القبطية، والذي يعد مطلع «توت»، أول شهر في السنة القبطية، بالتقويم الفرعوني أو المصري، والذي بدأ عام 4241 قبل الميلاد، وهو مطلع السنة 6295 فرعونية، مصرية، والسنة 1734 قبطية.

بطرس غالي أول من قرر الاحتفال رسمي بالعام الهجري.

عُرف الشعب المصري دائمًا بالوحدة الوطنية، فلا فرق بين مسلم ومسيحي  يحتفلون معًا بأعيادهم ويساندون بعضهم البعض في مواقف عديد، والدليل علي تلك المواقف ما فعله رئيس وزراء مصر السابق بطرس غالي، فقبل عام 1908 لم يعرف المصريون تحديدًا الاحتفال بذكرى العام الهجري، حتى جاء بطرس غالي رئيس وزراء مصر الراحل، وقررّ أن يكون هناك احتفالًا بهذا اليوم، وأن يحصل المصريون جيعًا على إجازة من عملهم.

وفي الثاني عشر من نوفمبر لعام 1909، خرج المنادي وقتها ليُعلن على العامة أول قرارات رئيس الوزراء، بأن يكون احتفال المصريين بهجرة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، عيدًأ دينيّا لكل المصريين، تعطل فيه نظارات ووزارات الحكومة ومصالحها والمدارس ودور العلم وباقي الجهات، وذلك في كل عام.

وبمجرد سماع المصريون بهذا القرار، بدأت الاحتفالات في جميع أنحاء القطر المصري، وامتلأت شوارع المحروسة بالقصائد والتواشيح وعمت الفرحة أرجاء البلاد، ولذا كانت الفرحة الأولى من نصيب المصريين بقرار قبطي.

التقويم القبطي الفرعوني.. تاريخ تناساه المصريين واحتفل به الأجانب

من الممكن أن لا يتطرق إلى ذهن أحد أنّه وفي نفس اليوم، الذي يوافق فيه ذكرى السنة الهجرية، هو نفسه ذكرى السنة القبطية، تلك التي تراجع اهتمام المصريين للاحتفال بها، لكن هذا التاريخ يظل مستخدمًا في تحديد مناسبات الكنيسة الأرثوذكسية التي امتد نفوذها من الإسكندرية في مصر، إلى بلاد الحبشة "إثيوبيا وبعض إريتريا وجيبوتي حاليًا".

يعد ما يسمى بشهر «توت» أول شهور السنة القبطية، هذا التقويم بدأ عام 4241 قبل الميلاد، وتعد عدد شهور السنة القبطية الفرعونية 13 شهرًا، 12 شهرًا كاملين وشهر صغير يطلق عليه «النسيئ»، ويكون تحديدًا 4 أيام من 6 إلى 10 سبتمبر.

شهور السنة القبطية تبدأ «بتوت، ثم بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى»، وتعود أسماء تلك الشهور في الغالب إلى أسماء آلهة وأعياد دينية فرعونية منذ آلاف السنين، تم تحويرها على مدى قرون إلى أن استقرت على تلك الأسماء.

وبالرغم من عدم اهتمام المصريين بهذا اليوم إلّا أنّ هناك البعض وتحديدًا الفلاحين ممن يتذكرونها جيدًا خاصة وأنّهم يربطونها بالزراعة ومحاصيلها، وما زالت إلى الآن تلك الأسماء تتداول بين فلاحي مصر حتى أنّهم استخدموها وربطوها بالأمثال الشعبية.

موضوعات متعلقة

احتفال المشيخة العامة للطرق الصوفية بالعام الهجري الجديد (صور)

عُرس دينى في ميدان الحسين احتفالًا بالعام الهجري الجديد