بعد العديد من ثورات الربيع العربي التي شهدتها العديد من الدول العربية ووصول الإخوان إلى حكم بعض البلدان على رأسها مصر وتونس، خلال أواخر عام 2010 ومطلع عام 2011، وسقوط الإخوان من على العرش مرة أخرى في مصر، ظهرت بعض الكيانات السياسية الداعمة لهم على رأسهم رئيس تونس آنذاك محمد منصف المرزوقي الذي عرف عن انتماءه ودعمه الشديد لجماعة الإخون في جمبع أنحاء الربيع العربي.
دعم الإخوان والحقد على مصر
فمنذ أن نال منصف المرزوقي مراده من الجلوس على كرسي الرئاسة التونسية وهو يدعم جماعة الإخوان في الوصول إلى مبتغاهم، بداية من لهفم وراء الفوز بحكم مصر إلى أن نالوا مرادهم هم الآخرون، فلم يكل المرزوقي ولا يمل من دعم الإخوان حتى بعد أن تفلت حكم الدولة التونسية من يده.
فالكل يستطيع أن يبرهن هذا نتيجة تحليل مواقف المرزوقي تجاه مصر، منها على سبيل المثال لا الحصر، حينما تدخل في إرادة الشعب المصري ودعا إلى التدخل لإعادة حكم الإخوان مرة أخرى وذلك بعد عزلهم المهين وخساراتهم الفادحة، فإلى جانب ذلك أيضًا وبعد أيام قلائل من توليه الحكم التونسي في 2013 طالب المزوقي السلطات المصرية بإطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسي الذي كان في قبضة السلطات المصرية آنذاك ولا زال حتى الآن، وفتح معبر رفح مع غزة بسبب المشاكل التي تواجهها فلسطين على حد قوله وتخفيف الحصار عنها ، وذلك أثناء كلمته في الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
اتخاذ الأمريكان ذراعًا لبطش مصر
بعد أن لاقى المزوقي أن ما يقوم به من دعم للإخوان والتعرض لمصر بالقبيح لا يحرك ساكنًا، لجأ إلى الجانب الأمريكي لتأجيج غضبهم على مصر حيث قال في اجتماع له مع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي على هامش مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة :إنه لا يتفق مع الطريقة التي حكمت بها جماعةالإخوان المسلمين مصر، وطريقة تعاملها مع الأطراف السياسية دون إجراء حوار وطني، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن في مصر ينبئ بعودة الإسلاميين المتطرفين دون منافس لهم، حسب قوله.
وأضاف أن إبعادالإخوان عن الساحة السياسية باعتبارها الفصيل المعتدل على حد وصفه، يعطي الفرصة لقيام المتطرفين بملء الفراغ الذي تتركه دون منافس لها، مما يشكل خطورة على الوضع في مصر والمنطقة والغرب.
وأشار إلى أن ما شهدته القاهرة مؤخرًا حدث نتيجة غياب حوار وطني يستمر لشهور وسنوات على عكس ما حدث في تونس, وشدد على أن ما شهدته القاهرة من عزل الرئيس محمد مرسي لن يحدث في تونس، قائلاً:"ما شهدته الثورة المصرية غير قابل للتكرار في تونس، بلادنا مختلفة تمامًا، والاختلافات واضحة بين مصر وتونس وليبيا، على المستوى الاجتماعي والسياسي، وبالتالي النتائج لن تكن واحدة؛ فهناك أكثر من ربيع عربي، وليس ربيعًا عربيًا واحدًا حسب قوله.. ولم يكتف الرئيس التونسى السابق بتصريحاته المعادية لمصر والمدافعة عن الإخوان في المحافل والمنتديات بل اتخذ من حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" منصة لتحقيق هذا الهدف والدفاع عن نفسه وتبرير تصريحاته حيث أكد أنه ليس إخوانيا ولا ينتمي لجماعة الإخوان ن، لكنه مع المعتقلين الإخوان بالسجون , وكتب المرزوقي، في تغريدة له عبر صفحته الرسمية "لا لست إخوانيا.. أنا مع الإخوان الذين في السجون".
وأضاف: "الكل يعلم كيف اختلف مع حركات التيار الإسلامي، ولكن مع الرئيس مرسي والدكتور البلتاجي، وغيرهما ممن في السجون، لأنهم ناضلوا بسلمية وجاءوا بالصناديق وتم إخراجهم بالقوة".
الخضوع لأمير قطر.. رئيس تحت الطلب
في الوقت الذي كان فيه المرزوقي رئيسًا لدولة التونسية كان مثل الإنسان الآلي الذي لا يفقه ما يقوله، فلم يكن لديه الجرأة أن يتحرك خطوة واحدة بدون إذن من سيده حمد بن تميم، فكانت كل مواقف المرزوقي وقراراته من أصل قطري تميمي، وكانت تعتبر قطر هي الرئيس الحاكم لتونس، خاصًة وأنها كانت دائمًا تتدخل في شئون الدولة التونسية وكان تدخلها هذا بارزًا، ولم يكن السعب التونسي راضيًا عن هذا، والدليل على ذلك، حينما زار أمير قطر تونس فى عهده، خرجت مظاهرات ضخمة ضد الأمير.. ولكن الجملة التى قالها الأمير على الهواء وأمام الجميع كانت مذهلة حيث قال تميم: "أنا الذى أعلم الرئيس كيف يقف وكيف يستقبل الضيوف" واللافت أن المرزوقي لم يرد على هذه الجملة التي تعد إهانة له ،مما يثبت أنه مجرد تابع للعائلة الأميرية في الدوحة.
قرطاج تفقد هيبتها في عصره
بعد انحياز المرزوقي الكامل لجماعة الإخون على رأسهم الدويلة القطرية واسرتها الحاكمة، تبين وبكل تأكيد فشله فى حكم تونس، وأوشكت البلاد أثناء عهده على الضياع حيث حاول الآلاف إقامة إمارة متطرفة فى الجنوب، وآلاف أخرى ذهبت إلى داعش، وآلاف ثالثة كانت تستعد لإقامة ولاية تونس فى دولة الخلافة الأفريقية، كما أن الاقتصاد أيضا انهار وسادت سحب اليأس فى البلد الأكثر تعليما فى شمال أفريقيا ما أدى إلى انهيار المرزوقى هو الآخر ،وبدأت موجة من كراهية الثورة التى جاءت بالمرزوقى رئيسا وراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة فرع الجماعة في تونس نائبًا له، وأيقن الجميع في تونس أن المرزوقى والغنوشى هما الثورة المضادة حيث أصبحا معا السبب فى حالة الإحباط ومن ثم كانت النهاية المأساوية لهما.
دعاوي قضائية تطالب بمنع المرزوقي من دخول الأراضي المصرية
ونتيجة ما فعله المرزوقي وما زال يفعله من حقد على مصر ودعم للجماعة الإرهابية، تقدمت بلاغات عدة تطالب بمنع الرئيس التونسي السابق من دخول الأراضي المصرية، والتي جاء آخرها البلاغ الذي قدمه محمود المحامى بالنقض والدستورية العليا، مطالبًا فيه بإصدار قرار بمنع منصف المرزوقى الرئيس السابق لتونس من دخول الأراضى المصرية، واستند محمود فى بلاغه بان السياسة العدائية التى ينتهجها منصف المرزوقى ضد الدولة المصرية ومؤسساتها واتصالاته وعلاقاته القوية بقيادات التنظيم الدولى للاخوان وعلى رأسهم قيادات جماعة الإخوان الإرهابية الهاربة للخارج ومحاولته الدائمة لتشويه صورة الدولة المصرية ومؤسساتها بالمحافل الدولية من خلال التصريحات التى يطلقها.
تقدم طارق محمود المحامى بالنقض والدستورية العليا، صباح اليوم الأحد، ببلاغ عاجل يحمل رقم 5383 لسنة 2018 بلاغات محامى عام أول، للمستشار ناصر الدهشان المحامى العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، ضد منصف المرزوقى رئيس تونس السابق.
وطالب محمود فى بلاغه الذى وصفه بأنه بالغ الخطورة، بضرورة بإصدار قرار بمنع منصف المرزوقى الرئيس السابق لتونس من دخول الأراضى المصرية، واستند محمود فى بلاغه بان السياسة العدائية التى ينتهجها منصف المرزوقى ضد الدولة المصرية ومؤسساتها واتصالاته وعلاقاته القوية بقيادات التنظيم الدولى للاخوان وعلى رأسهم قيادات جماعة الإخوان الإرهابية الهاربة للخارج ومحاولته الدائمة لتشويه صورة الدولة المصرية ومؤسساتها بالمحافل الدولية من خلال التصريحات التى يطلقها.
وأكد المحامي بالنقض، على أنه وردته معلومات مؤكدة بأن المرزوقى، اتفق مع قيادات الإخوان الهاربة للخارج على تدبير محأولة لاغتياله، لإظهار مؤسسات الدولة المصرية بالعنف وبعدم قدرتها على حماية وبسط الأمن والاستقرار فى البلاد خلال فترة وجوده داخل الأراضى المصرية للقاء بعض الشخصيات العامة على حد زعمه، مضيفًا أن وجود هذا الشخص داخل الأراضى المصرية يعد خطرا بالمصالح العليا للبلاد ومهددا للأمن القومى المصرى ومثيرا للفوضى والاضطرابات داخل الأراضى المصرية.
كما طالب محمود فى ختام بلاغه بإصدار قرار فورى وعاجل بمنع منصف المرزوقى من دخول الأراضى المصرية، وإعادته على نفس الطائرة إلى الوجهة التى وصل منها حفاظا على الأمن القومى المصري.