باراجواي.. رئيس من أصل عربي يضع أول مسمار في نعش ترامب

الخميس 06 سبتمبر 2018 | 10:57 مساءً
كتب : محمود صلاح

لم تمر أشهر قليلة، على إعلان نقل سفارة باراجواي، لدى الكيان الصهيوني الإسرائيلي من تل أبيب إلى القدس، تصديقًا لقرار الأمريكي دونالد ترامب، حتى فاجأت الجميع مساء أمس الأربعاء، بقرار يدون لها في التاريخ، بإعادة سفاراتها مرة ثانية من المدينة القديمة إلى تل أبيب.

 

استطاعت باراجواي أن تسجل أسمها في التاريخ الحديث من جديد لكونها الدولة الثالثة التي أخذت هذا القرار المضلع للكيان الصهيوني ومن قبله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحليف الوحيد لهم، بنقل سفارتها من القدس إلى تل ابيب مرة ثانية، وذلك بإلغاء هذا الإجراء المثير للجدل، في أوساط شعبية وسياسية عربية وغير عربية.

 

باراجواي ليست أول من نقلت سفاراتها

وكان سبق باراجواي في هذه الخطوة كل من دولتي "كوستاريكا والسلفادور"، من دول أمريكا الوسطى السبع، اللتين أعادتا سفارتيهما إلى تل أبيب في أغسطس 2006، علمًا أن السلفادور كانت لحوالي عشرة أيام الدولة الوحيدة في العالم التي كان علمها يرفرف في المدينة المحتلة عام 1967، وفقا للقوانين الدولية.

 

الأمر العجيب الذي لم يشغل بال العديد من الدول حول العالم، أن دولة باراجواي التي أعلنت نقل سفارتها مرة ثانية إلى تل أبيب، بينها وبين دولة السلفادور التي نقلت سفاراتها من قبل، أشياء أخرى مشتركة تجمع الدولتين، وهو أن هذا القرار اتخذ فيهما إبان حكم رئيسين تعود جذورهما إلى الأراضي العربية وهما، رئيس السلفادور السابق، الفلسطيني الأصل أنطونيو السقا، ورئيس باراغواي الحالي اللبناني الأصل ماريو عبدو.

 

وبالإضافة إلى رئيس الباراغواي الحالي، اللبناني الأصل، هناك رئيس حالي ثان في أمريكا اللاتينية من أصل لبناني أيضا، هو ميشال تامر في البرازيل حيث تنتشر جالية لبنانية قوية في بلاد الأمازون، كما هو حال الجالية السورية في بلاد التانغو، الأرجنتين، التي تعود أصول سيدتها الأولى الآن، جوليانا عواضة، إلى لبنان وسوريا، علما أن رئيس البلاد الأسبق هو كارلوس منعم السوري الأصل.

 

ومن الواضح بحسب ما ذكرت "روسيا اليوم " أن هناك العديد من السياسيين والقادة البارزين في أمريكا اللاتينية ممن تعود أصولهم إلى البلاد العربية، سوريا ولبنان وفلسطين، ومنهم من تبوأ فيها سدة الحكم، لا بل تجاوز عدد الرؤساء المتحدرين من أصول عربية في القارة البعيدة عدد رؤسائها من أبناء البلاد الأصليين، من قبائل الهنود الحمر.

 

وجاء الرد الإسرائيلي على قرار نقل باراجواي لسفاراتها، بعد ساعات قليلة من إعلانها، حيث أمرت بغلق  سفارتها في أسونسيون العاصمة الباراجواية، عقب إعلانها  إعادت سفارتها من القدس إلى تل أبيب، وذلك بحسب "سكاي نيوز" الإخبارية.

 

 

الجامعة العربية ترحب بقرار باراجواي

وعلى جانب اخر رحبت جامعة الدول العربية، بقرار الباراجواي، إعادة سفارتها من مدينة القدس المحتلة إلى تل أبيب، معتبرة أنه ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية.

 

وقال الأمين العام، المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، السفير سعيد أبو علي، إن هذا القرار من حكومة البارجواي، يأتي في الطريق الصحيح، واستجابة للحق الفلسطيني، وانسجاما مع الموقف والإرادة الدولية، وإنفاذا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

 

وتابع أبو علي أن القرار سينعكس إيجابا على العلاقات العربية، مع الباراجواي، وتوطيد دعائم التعاون والصداقة معها، موضحا أن الدول العربية، أكدت رفضها القاطع لنقل أي سفارة إلى القدس العربية المحتلة، وطلبت من دول العالم الامتناع عن ذلك.

موقف فلسطين من قرار باراجواي

ومن ىالناحية الفلسطينية رحب الفلسطينيون بالخطوة وناشدوا جواتيمالا، وهي دولة أخرى في جنوب أمريكا نقلت سفارتها بعد أن نُقِلت السفارة الأمريكية إلى القدس، العمل مثل باراجواي.

 

يأتي هذا الانتصار الفلسطيني في لحظة هامة للفلسطينيين، في الوقت الذي يخطط فيه عباس للاعتراف بفلسطين عضوة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، ويأمل الفلسطينيون أن الحديث يجري عن هدف أكبر وأن يحققوا دعما دوليا في  النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، رغم أنه من المعروف أن باراجواي هي دولة صغيرة وعديمة الأهمية الفعلية في العلاقات الدولية.

اقرأ أيضا