الرقص الشرقي من فن هادف لـ”هز وسط ”

الكثير من الأشخاص ينظرون إلى الرقص الشرقي على أنه "هز وسط"، وليس فنًا هادفًا، لا سيما وأن الدخلاء على المجال الذي كان لفترات طويلة له طابع خاص ومميز، غيروا فكرة الناس عن هذا المجال الذي أصبح مهنة لجني الاموال، وعلى النقيض تمامًا فأن هناك عدد من الراقصات اللاتي وضعن أسمائهم بأحرف من ذهب في المجال الذي أُثير حوله العديد من الجدل.

وفي السطور التالية نرصد أبرز الفنانات اللاتي لم يتعاملوا مع الرقص على انه "لقمه عيش":

تحية كاريوكا من الرقص للمناضلة السياسية

من أبرز تلك الراقصات تحية كاريوكا "المناضلة" كما وصفها الكثير بسبب مواقفها السياسية وتأييدها للقضايا الوطنية، فبالرغم من مهنتها كراقصة إلا أنها عملت في مجال السياسة وأعتلقت بسبب عملها السري بالسياسة، فمن أبرزها مساعدتها للضابط "محمد أنور السادات" للهروب من المعتقل الإنجليزي، وتم سجنها بعد ذلك.

زواجها من ضابط من الضباط الأحرار واتهامها بقلب النظام، وتوزيعها للمنشورات السياسية، ودعمها المالي للفدائيين كما أنها كانت عضو بالحركة الديمقراطية للتحرر الوطني، فتم اعتقالها للمرة الثانية بعد تلك الأحداث لعملها السياسي الخفي.

بالرغم من رفضها لنظام حكم جمال عبد الناصر والعداوة بينها وبين النظام وتعرضها للإعتقال مرتان في عهده، إلا أنها لم تخلط بين نظام حاكم وبين الوطن ذاته، فقامت بقيادة حملة تبرعات للجيش المصري عقب نكسة 1967، كما أنها ساهمت في نقل الأسلحة للجيش أثناء حرب الإستنزاف.

ومن مواقفها السياسية الشهيرة، رفضها للرقص أمام الرئيس التركي والمؤسس للعلمانية "كمال أتاتورك" وذلك ردًا على إهانته للسفير المصري، وكان هذا الموقف خلال جولاتها الفنية ببيروت وبعد ذلك منعها الرئيس التركي من دخول تركيا.

واعتزازها بالقومية العربية دفعها لضرب الممثلة العالمية "ريتا هيوراث" بالحذاء، بعد إهانتها للعرب محبة لليهود، وذلك في مهرجان "كان" الذي كانت تشارك فيه بفيلم "شباب امرأة".

وتوالت مواقفها السياسية الوطنية، على الرغم من كونها راقصة فقط.

سامية جمال مزجت الرقص الشرقي بالرقص الغربي

مزجت الراقصة سامية جمال بين الرقص الشرقي والغربي، وركزت خلال رقصها على الملابس والموسيقى والإضاءة، وعملت على تشكيل تابلوهات خلال الرقصات والتي تقدمها صغار الراقصات، وكان يأتي لمشاهدتها العديد من الجمهور العربي والغربي ايضًا.

نعيمة عاكف أفضل راقصة في العالم

بدأت مسيرتها في الرقص الشرقي من خلال ليالي مولد السيد النبوي، وتواصلت في الرقص حتى وصلت إلى حصولها على أفضل راقصة في العالم، خلال المهرجان العالمي بموسكو عام 1958، وظلت تتألق برقصها في الحفلات حتى أصبحت رمز من رموز الرقص الشرقي.

بديعة مصابني صاحبة أول أكاديمية فنية

عاشت بمصر وأشتهرت كراقصة، وأسست فرقتها الخاصة التي سُميت بـ"فرقة بديعة مصابني"، وبعد ذلك أسست أول أكاديمية فنية تعلم في صالتها ألمع نجوم العرب في مجال الغناء والرقص.

وبذلك تكون هذه أبرز الشخصيات اللاتي لمعن في الرقص الشرقي وكان لهم بصمة خاص على العكس الذي يحدث حاليًا، من ابتذال مهنة الرقص وجعلها "هز وسط" فقط.