الرئيس في أسيا.. خبراء: جولة السيسي تخدم مصالح مصر الاقتصادية

في ظل حرص الرئيس السيسي على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى والسعي إلى بناء مكانة مرموقة تليق بمصر بين الدول، حرص أيضًا الرئيس على إجراء جولة في قارة أسيا، تشمل مملكة البحرين ودولتي الصين وأوزباكستان لبحث طرق السبل التي تستدعي التعاون بين الثنائي الدولي، وذلك لأن الرئيس السيسي يعلم دائمًا مدى أهمية توطيد العلاقات مع الدول الأخرى وتأثيراتها الإيجابية على الاقتصاد المصري، وهذا ما تشهد عليه الزيارات السابقة التي أجراها الرئيس في دول عدة منها الشرقية ومنها الغربية.

أهداف الجولة تتركز جميعها في الصين وأوزباكستان

من جانبه قال الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الهدف الرئيسي في زيارة الرئيس للبحرين، هو توطيد العلاقات بين البلدين، مؤكدًا أن أهداف الجولة التي يقوم بها الرئيس تتركز جميعها في الصين وأوزباكستان.

وأكد حسين في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم»، أن زيارة الرئيس السيسي للصين وأوزباكستان، ستركز على موضوعات عدة منها اقتصادية واستراتيجية، وموضوعات تتعلق بصراع القوى الكبرى، وموضوعات تتعلق بتنمية منطقة قناة السويس، وأخرى تتعلق بسد النهضة خاصًة وأن الصين لها دور كبير مع أثيوبيا، لافتًا إلى أن هناك ملفات عالقة مع الصين سيقوم الرئيس بمناقشتها وإيجاد حلول مناسبة لها.

واستطرد أستاذ العلاقات الدولية، أن جميع الزيارات التي قام بها الرئيس السيسي منذ توليه الحكم، لها تأثير كبير على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال لو لم يكن الرئيس السيسي زار الصين من قبل، لم يكن التبادل التجاري بين البلدين الآن موجود بهذا الحجم، وإذا لم يقم بزيارة إلى فرنسا لم يكن التبادل العسكري بين البلدين مثل الآن، موضحًا أن زيارات الرئيس للدول الأخرى تفتح آفاق استثمارية، وتعالج الموضوعات الشائكة، وأخذ قرارات جرئية لم يستطع أحد آخر أخذها.

جولة الرئيس بمثابة انفتاح على العالم

وفي نفس السياق علق الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية، على زيارة الرئيس السيسي لمملكة البحرين اليوم، قائلا: إن هذه الزيارة تأتي في إطار جولة يقوم بها الرئيس تشمل البحرين والصين وأوزباكستان، مشيرًا إلى أن دائمًا زيارات الرئيس تهدف بشكل أو بآخر إلى تخفيف المعاناة بقدر الإمكان عن كاهل المواطن المصري العادي.

وأوضح اللاوندي في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم»، أن الزيارة تأتي في إطار انفتاح نفسي على العالم من خلال علاقات مختلفة مع الدول، وتهدف أيضًا إلى تعميق التعاون الثنائي بين كل دولة على حدة، بالإضافة على طرح القضايا الأساسية الإقليمية التي تعاني منها المنطقة، مثل قضيتي اليمن وسوريا، ومصر تعرف أن هذه القضايا ستحل بالحوار السياسي وليس العسكري.

وأضاف خبير  العلاقات الدولية، أن هذه فرصة طيبة للرئيس السيسي عندما يلتقي برؤساء الدول الثلاث، ليشرح وجهة نظره بالإضافة إلى التبادل التجاري بين كل دولة على حدة، ويكون هناك تنشيط للصادرات والواردات.

وأكد اللاوندي، أن هذه الزيارة سيكون لها تأثير على الإقتصاد المصري، من خلال المساحة الكبيرة للتبادل التجاري بين الدول، بالإضافة إلى أن كل دولة متخصصة في شئ معين، ومناقشة الإستثمارات بين الدول.

 كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، وصل اليوم إلى المنامة، عاصة مملكة البحرين،  في إطار جولة تستغرق عدة أيام، في قارة أسيا لعدد من الدول، والتي جاء في مقدمتها دولة البحرين.

ومن المقرر أن يجتمع الرئيس السيسي بنظيره البحريني الملك حمد بن عيسى ملك البحرين، وعدد من الأمراء والوزراء وكبار المسئولين في البحرين، سيتم خلاله عقد جلسة مباحثات؛ لمناقشة آخر تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تدعيمها، فضلاً عن التشاور والتنسيق بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وقال السفير بسام راضي، إن السيسي سيتوجه عقب ذلك إلى العاصمة الصينية بكين، للمشاركة في قمة منتدى الصين أفريقيا، والذي يعد أحد أهم الفعاليات الاقتصادية والسياسية التي تعكس الاهتمام الصيني بالقارة الأفريقية، وتهدف إلى تكثيف ودفع العلاقات الصينية مع الدول الأفريقية.

وستشهد الزيارة كذلك عقد لقاء قمة بين الرئيس والرئيس الصيني؛ لبحث أوجه التعاون المشترك والشراكة الاستراتيجية القائمة بين الجانبين، منوهًا إلى ان الرئيس السيسي سيلتقي خلال الزيارة برئيس الوزراء الصيني، وسيعقد كذلك لقاءً مع ممثلي كبرى الشركات الصينية؛ لمناقشة أوجه التعاون المشترك وسبل زياد استثماراتهم في مصر.

وتابع أن الرئيس سيجرى زيارة إلى الأكاديمية المركزية للحزب الشيوعي الصيني والتي تعد إحدى أهم المؤسسات التعليمية في الصين والمسئولة عن تدريب المسئولين والقيادات الصينية، مضيفًا أن السيسي نظيره  الصيني سيشهدا خلال الزيارة مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بشأن تطوير التعاون المشترك بين الجانبين في عدد من المجالات.

ويختتم الرئيس جولته بزيارة للعاصمة الأوزبكية طشقند، والتي تعد الزيارة الرسمية الأولى من نوعها لرئيس مصري إلى أوزباكستان، حيث من المقرر أن يلتقى السيسي بنظيره الاوزبكي شوكت مرضيائيف، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين بأوزباكستان، ليعقد الجانبان جلسة مباحثات لبحث سبل دفع العلاقات بين البلدين، ومن المقرر أن يشهد  الرئيس ونظيره الأوزبكى مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بشأن تطوير التعاون المشترك بين الجانبين في عدد من المجالات.