شغل ملف "التوك توك" وانتشاره في جميع أنحاء محافظات مصر، حيزًا كبيرًا من اهتمام وشغل بال الرأي العام؛ حول مسألة اعتباره "قنبلة موقوتة" في شوارع المحروسة، فقد أثار موضوع ترخيصه واعتباره أمرا واقعا أو إلغائه من أساسه، جدلا واسعًا حتى على منصات السوشيال ميديا، فراح فريق من المسئولين وجمهور ورواد مواقع التواصل يؤيد وجوده واعتبره وسيلة نقل ومواصلات سريعة ومعترفا بها ومن ثم يجب ترخيصه وتقنين أوضاعه، في حين ذهب فريق آخر منهم لانتقاده واعتباره جريمة في حق مصر وإساءة لحضارتها، وبالتالي طالب بإلغائه ووقف استيراده.
واستعرض الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج "العاشرة مساء" في حلقته المذاعة، أمس الأحد، ملفًا كاملا بشأن اعتبار "التوك توك" وسيلة مواصلات وأمرا واقعا أم جريمة تسيء لمصر، وأطلق عليه اسم (جمهورية التوكتوك)، حيث عرض الإبراشي آراء مختلفة للعديد من المسئولين ورجال القانون والداخلية ومسئولي المحافظات، وكذلك تطرق إلى رأي الجمهور بالشارع المصري وبعض سائقى "التوك توك" ومستخدميه؛ من أجل عرض جميع الآراء بحيادية؛ حتى يتم التوصل إلى حسم الجدل المثار حول هذا الملف الذي شغل بال الرأي العام في مصر بالفترة الأخيرة.
ومن بين الآراء كان رأي مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء فاروق المقرحي، تسيير التوك توك في شوارع الجمهورية جريمة في حق مصر، موضحا «العالم يتطور وهناك دول وصلت القمر والمصريون لسه بيقلدوا بنجلاديش والهند بتسيير التوك توك في الشوارع"، وقال أيضا: "إن التوك توك وسيلة نقل غير آمنة على الركاب، وأى طوبة في الشارع تقلبها، ولم تعد وسيلة انتقال رخيصة، وأضاف: "هناك الكثير من جرائم القتل والاغتصاب والخطف ترتكب باستخدام التوك توك".
أما عن رأي المحافظين فكان مثلا رأي اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية: إن وجود التوك توك في الشوارع أصبح أمرا واقعا، ويجب تقنينه وإصدار تراخيص لضبطه في حالة ارتكاب السائق أي جريمة، وأضاف أنه سيتم ترخيص التوك توك بحيث يتم تحديد خط سير له، على أن يكون السير خارج المدن الكبرى مثل القاهرة والجيزة، ويتم تسييره في الأرياف، موضحا أنه تم منع سير التوك توك في الشوارع الرئيسية والسريعة بالمحافظة، وترخيص 22 ألف مركبة توك توك وضبط 150 أخرى، قائلا: "لدينا تكدس في مخازن إدارة المرور والمحافظة".
ووجه الإبراشي سؤالا لمحافظ الغربية عن عدد مركبات التوك توك بالمحافظة، فكان رد المحافظ صادما، عندما قال له إن المحافظة ليس لديها "إحصائية نهائية" لعدد مركبات التوك توك بمحافظة الغربية، ويجب أن يكون هناك تنظيم لتسيير التوك توك في المحافظات كافة.
ومن ناحية أخرى عرض الإبراشي آراء بعض سائقي التوك توك بالمحافظات، فكان ردهم أنه وسيلة رزق لهم إلا أنها غير مقننة والمفروض تقنينها وترخيصها واعتبارها وسيلة مواصلات كغيرها؛ لكسب الرزق الحلال.
أما عن سائقى الميكروباصات والنقل العام وكذلك أصحاب المحال التجارية، فقد كان لهم رأي آخر معاكس، حيث اعتبروا أن تسيير "التوك توك" في شوارع المحروسة جريمة في حق مصر وتسيء لتاريخها، حيث يعد أداة لارتكاب الجرائم والبلطجة، خاصة في الأماكن الشعبية، ويجب حسم أمره إما بالترخيص إذا كان أمرا واقعا، أو بإلعائه ووقف استيراده تمامًا.