«يوم إليك ويوم عليك، دير بالك فتح عينك»، كلمات تعبر عن ما آلت إليه الحياة الحزبية والسياسية على أرض الواقع، خاصة فى وسط حالة من الصراعات التي شهدتها الساحة مؤخرًا، فبعد أن كان الحزب الشبابي «مستقبل وطن» برئاسة المهندس أشرف رشاد، له النصيب الاكبر فى شن الهجوم والصراعات على كافة الاحزاب السياسية، وكأنه جاء لافتعال الأزمات فقط في تلك المرحلة الحرجة التي يمر بها مؤخرًا، والذي ما زال يسير عليها، مما جعله تحت الميكروسكوب وأنظار الجميع، لمراقبة أداء عمله وتنظيم الأنشطة والفعاليات على أرض الواقع والتي توقفت عن ممارستها منذ أن بدأت الصراعات والأزمات الداخلية داخل جدران الحزب منذ رمضان الماضي، وحتى أن دشنت كيانات آخري للهجوم علية.
كانت البداية منذ أن دعى الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال أحد المؤتمرات الشبابية بشرم الشيخ، بدمج كافة الأحزاب السياسية، والتي يصل عددها حتى الآن 106 أحزاب سياسية، فى 10 أحزاب فقط، بهدف تقليص العدد الذي يعتبر منذ اللحظة الأولى من وجودهم مجرد حبرعلى ورق بسبب عدم تواجدهم الفعال من خلال الأنشطة أو الدور الرقابي والتشريعي الذي تقوم به كل الكيانات.
وتتوالى الأحداث ويدعي الكيانات الصغيرة والأحزاب الكبرى، لتلبية دعوات «السيسي» والتي تكررت مرارًا فى كل المؤتمرات الشبابية ولم تتحقق، وبالرغم من ذلك إلا أن حزبي «مستقبل وطن والمصريين الأحرار» تقلدا نهجًا آخر للتخلف عن تلك الاجتماعات، متحججين ببعض من الأحداث، والمتمثلة فى دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي بالانتخابات الرئاسية.
وبعد مرور تلك الفترة، وارتفاع وتيرة اندماج الأحزاب وتشكيل عدد من الائتلافات بين أصحاب الأيديولوجيات المتشابهة، لتقوية الحياة السياسية، وكان على رأسها بزوغ نجم حزب مستقبل وطن، بعد اندماجه مع جمعية «معا من أجل مصر»؛ بدأ أعضاء الكيانات والأحزاب الأخرى بالنظر إلي الحزب الشبابي من منظور آخر، على اعتبار أنه حزب الرئيس كما يدعي البعض، لذلك كانت هناك دعوات لإنعاش الحزب بدماء جديدة من الاستقطابات، بالكيانات الأكثر تقربًا للمبادئ والأهداف التي نشأ عليها، وكان النصيب الأكبر لـ«المصريين الأحرار» للدخول فى تلك الأزمات الجديدة.
ومن هنا بدأت الصرعات والأزمات بين كلا من الحزب الشبابي وبين المصريين الاحرار، ليخرج الأول بتصريحات مهاجة والآخير يعلنه صمت، ولكن في يومًا وليلة انقلب الوضع راسًا على عقب.
وشن الربان عمر مختار صميدة، رئيس حزب المؤتمر، هجوما على حزب مستقبل وطن، على خلفية تصريح رئيسه المهندس أشرف رشاد أن الحزب يمتلك تحت مظلته نحو 290 نائبًا قائلا: «هذا تضامن عرفي وغير موثق ولا يمكن الاعتداد به».
منوهًا إلى أن السبب الوحيد فى إرباك الحياة السياسية ولا يسهم في تدعيم الاستقرار الذي بدأ يدب في الحياة السياسية سواء داخل البرلمان أو في الشارع المصري، لافتا إلى أن قوة مستقبل وطن حسب العدد القانوني لا يزيد على 57 نائبا لا غير، وأنه يتحدى أن يجتمع هؤلاء النواب حسب تصريح رئيس الحزب البالغ عددهم نحو 290 نائبا تحت قبة البرلمان أو بشكل رسمي بأي حال من الأحوال.
وتابع: كما أن الحزب ما زال عضوا في ائتلاف دعم مصر ولا أعرف سببا واضحا لمحاولة أن يتحول الحزب إلى ممثل رسمي للأغلبية في حين وجود ائتلاف قائم ويمارس دوره بشكل مقبول جدا تحت القبة إلا أن يكون دور الحزب تفريق الصف وخلق النزاعات دون داع أو سبب منطقي.
يخرج المهندس أشرف رشاد، رئيس حزب مستقبل وطن، عن صمته، قائلا: "إنه من المتوقع خروج تلك التصريحات والشائعات من قبل الأحزاب على مستقبل وطن؛ خاصة أنه الحزب الشبابي الأول على الساحة السياسية، والذي تم تأسيسيه بعد ثورة 30 يونية، وجاء معبرًا ومحملًا بالعديد من الرسائل لخدمة الدولة وليس للسيطرة أو الاحتكار.
وأضاف رئيس حزب مستقبل وطن، أن الحزب حتى هذه اللحظة فهو حزء من ائتلاف الأغلبية القائم والمتواجد الآن تحت قبة البرلمان، ولكن من الممكن أن يتم تشكيل ائتلاف خاص بالحزب فى المجلس المقبل، مشيرًا إلي أن دعم مصر ائتلاف برلماني وليس سياسي ولذلك مع انتهاء أعمال برلمان 2015 سينتهي.