فتاة قاصر لم تتم السن القانوني، لم تعش حياتها كفتاة طبيعية، ولم تحقق حلمها بارتداء الفستان الأبيض والعيش في كنف رجل يطير فرحًا عندما تخبره بأنها ستنجب له طفلًا من صلبه.
فمنذ أن بدأت مظاهر الأنوثة تبدو عليها حاول أهلها بيعها لمن يدفع أكثر بورقة زواج عرفية، فوجدت نفسها في بيت رجل يكبرها بـ 40 سنة تحت مسمى الزواج، مدعيًا إنه سيحول العقد لرسمي عقب إعلام زوجته الأولى بالأمر.
وتقول فاطمة، التي أقيمت دعوى إثبات زواج لها بمعرفة أهلها، أن سبب رفع الدعوى هو التخلص مني، فلطالما كنت عبء عليهم، ولعل مخافتهم من مواجهة مصير شقيقتي الكبرى التي جاوزت الـ 35 دون زواج دافع أيضًا لبيعي بالرخيص لرجل تزوجني فقط لكي يستمتع بي يومين ثم يلقي بي بالشارع غير عابء بما قد يحدث لي.
وتضيف الزوجة: "عشت في منزل زوجي «زكريا»، عدة أشهر لم أذق فيهم غير الذل والرعب فقد كان نصيبي منه هو ساعات قليلة مرة كل أسبوع، فقد كنت زوجة ثانية مهدر حقها فالزوج العجوز يخشى أن يفتضح أمره أمام زوجته الأولى وأبناءه الأربعة الذين يكبرونني في العمر، مستكملة، وليته كان يتركني أخرج من البيت بل كان يجبرني على البقاء فيه دون خروج وإلا سيكون مصيري عسير وسيعاقبني فكنت كل ليلة أحتضن وسادتي لعلها تخفف من الرعب الذي أعيشه وأجاهد نفسي لأنام".
وتواصل القاصر حديثها: "بعد فترة شاء القدر أن ينبت جنين في أحشائي وعندما علمت توجهت إليه لآخبره ولكنني فوجئت برد فعله فقد طرحني أرضًا وأبرحني ضربًا وحاول التعدي عليه بيديه وإجهاضي ولكن لم يشاء القدر".
وأكدت الزوجة أنها لم يكن لديها حيلة في أمرها غير أن تخضع له وترضى بالإجهاض مضيفة: "فتوجهت لإحدى العيادات «بير السلم» بمنطقة بولاق الدكرور وتم إجهاضها، وتستطرد باكية، عاملتني الطبيبة هناك كإمرأة عاهرة، رغم أنني كنت زوجة له ولم أفعل شيء أعاقب عليه ولكن هذا قدري".
وتتابع: "بعد إجهاضي فوجئت به ينهي عقد إيجار المسكن ويلقي بي بالشارع كالعبيد، وعندما عدت لأهلي أجر أذيال الخيبة والذل قرروا إقامة دعوى إثبات زواج كي يجبروه على الاعتراف بي كزوجة فقد خسروا مصدر دخل وعدت أنا لأمثل لهم عبء لابد من إزاحته عن طريقهم بإلقائي في يد رجل لا يعرف الرحمة ولم يسلك طريقها".