سيلڤانا ماجد تكتب: الحجاب ليس عادةً وهابية

الخميس 09 اغسطس 2018 | 06:39 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

في الحقيقة إنَّ موضوع الحجاب موضوع كبير جدا وشائك ومتشعب لحد كبير، وله أبعاد متعددة: ( دينية، اجتماعية، أخلاقية، ... ) طبعا لن أخوضَ في الحديث عنه من منظور ديني كوني لستُ مسلمةً، ولأنَّ المعنيَّ بذلك علماء الدين في الأزهر الشريف، ولن أتطرقَ له من منظور أخلاقي كوني لستُ محجبةً، لكني أودُّ التكلم عنه من منظور اجتماعي كونَ الحجاب ظاهرةً مجتمعيةً منتشرةً من زمان طويل، ليستْ وليدة يوم أو يومين، و هنا السؤال ..  هل الحجاب دخيل على الثقافة المصرية نتيجة الفكر الوهابي؟.

طبعاً لا يُنْكَرُ أنَّ المجتمع المصري تأثر جداً بالفكر الوهابي ، بدءاً من السبعينات أو الثمانينات، نتيجة أسباب عدة: ( اقتصادية ، اجتماعية ، سياسية ، ... ) وسنتطرق لهذا لاحقاً بشيءٍ من التفصيلِ.. .. السؤال هنا تحديداً.... هل كانَ الحجاب نتيجة تأثر المصريين بالوهابية ؟ وهل قبل الوهابية لم يكن هناك حجابٌ، أو كان الحجاب موجوداً لكن ليس بهذا الانتشار؟.

 

- هناك مستشرق إنجليزي اسمه ( إدوارد وليم لين ) وهو فنان تشكيلي عاش في مصر فترة طويلة وله مؤَلف اسمه "المصريون الحديثون أو المصريين المحدثين" ، وهو عبارة عن كتاب رسومات ملحق بها تعريف لهذه الرسومات، رسم وكتب فيه عن طباع المصريين وعاداتهم وتقاليدهم من أكل ولبس وتصرفات، وقد صُنِّفَ هذا الكتاب كأفضل وصف تمت كتابته عن الشرق والبلاد الشرقية.. المؤلف في صفحة " 57 " كان يتكلم عن لبس السيدات المصريات، ويصفه بدقة شديدة ويقول إنه عبارة عن ثوب واسع فضفاض وطويل، وبرقع مُغَطٍّ الوجهَ كله باستثناء العين.)

 

من المعروف أنَّ البرقع ( غطاء الوجه ) كان عادة مصرية إلى أن ظهر قاسم أمين ونادى بتحرير المرأة، في الوقت الذي كان الشيخ محمد عبده يقول فيه إن الحجاب في الإسلام ليس مقصوداً به البرقع ولكنه مقصودٌ بيه تغطية الرأس فقط، ثم جاءت السيدة هدى شعراوي و خلعت البرقع بين يدي سعد زغلول عند رجوعه من منفاه، فالمنطقي هنا أنَّ الحجاب بل النقاب نفسه كان موجوداً قبل انتشار الفكر الوهابي.

وهذه مجموعة صور لسيدات مصريات في ثورة 1919 قبل انتشار الفكر الوهابي في مصر تبين بجلاءٍ أنَّ الحجاب موجودٌ ومعروفٌ قبلَ ما يسمى بانتشار الفكر الوهابي في مرحلة الثمانينات وما جاورها.

اقرأ أيضا