قال الدكتور أحمد بدران، خبير الآثار إن تمثال الخديوي إسماعيل والكائن في محافظة الإسماعيلية، مصنوع من مادة معدنية، وكان لونها مائل إلى اللون الأخضر، ثم قامت المحافظة من تلقاء نفسها بطلاء التمثال بلون أسود، وباللون الفضي على منطقة الصدر، والعينين باللون الفضي، مما جعل التمثال يتحول إلى "مسخ".
وأضاف الخبير في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن ما حدث يتنافى تمامًا مع عملية الترميم، وذلك لأنه أنه تم إسناد الأمر إلى غير المتخصصين، مما جعل النتيجة مخزية للغاية، منوهًا إلى أن وزارة الثقافة شكلت لجنة لإعادة تنظيف التمثال مرة أخرى، وهذه العملية ستؤثر بالتالي على تكوين التمثال نفسه، وسيخرج التمثال في نهاية الأمر مشوهًا، وذلك لافتقاد اللجنة لوجود خبير متخصص في الترميم.
وأكمل الدكتور بدران حديثه موضحًا أن ما يحدث الآن مشابه لما حدث من قبل مع قناع "توت عنخ آمون"، حيث أسند المتحف المصري عملية ترميمه إلى شخص غير متخصص فاستخدم مادة تدعى "الأيبوكس"، المحرمة في ترميم الآثار، للصق ذقن القناع، ولكنها لم تصمد ووقعت بعد فترة، مما جعلهم يستعينون بعد ذلك بأحد المتخصصين الألمانيين، والذي رمم القناع مرة أخرى بمواد مباح استخدامها عالميًا دون الاضرار بالآثار.
وأيضًا تماثيل قصر النيل، والتي تم ترميمها بشكل خاطئ، مما جعل مظرها سئ للغاية، ثم تم اللجوء إلى المتخصصين في الآثار، وإعادة هذه التماثيل إلى طبيعتها مرة أخرى.
وأوضح أن هذا التمثال يطلق عليه تمثال تاريخي ميداني وليس أثري، مثله في هذا كتمثال طه حسين وأحمد شوقي ومحمد فريد وعمر مكرم، أي أنها لم تندرج بعد تحت وزارة الآثار، ولكن هذا لا ينقص من أهميته، ويجب أن يتم استخدام المواد الصحيحة في ترميمها، واسناد الأمر إلى المتخصيين فقط.