أثارت محاولة انتحار الراهب "فلتاؤس المقاري"، أمس الاثنين، داخل دير، الجدل الكثير حول تحريم فكرة "الانتحار" في الديانة المسيحية، حيث بدأ الحديث من جانب رجال الدين المسيحي، حول تحريم الانتحار واعتباره جريمة، وقد أكد رجال الدين بالمسيحية، أن "الانتحار" و"قتل النفس" حرام بشكل قاطع، وقدم القساوسة الدليل الديني بنصوص من إنجيل "متى" على تحريم المسيحية الانتحار ونهيها عنه.
وكان الراهب (فلتاؤس المقاري)، قد حاول الانتحار، أمس، أثناء وجوده في دير الأنبا مقار، وتم نقله على الفور إلى مستشفى "الأنجلو أمريكان" بالقاهرة، وتم إيداعه العناية المركزة، وحالته العامة مستقرة، وأكد أحد أفراد أسرته قلقه على الراهب مبديًا عدم تصديقه لمحاولة انتحاره التى اتفق عليها الجميع، مؤكدًا أن الأسرة ستبقى معه فى المستشفى خوفًا على حياته، خاصة وإنه وجد يعانى من حروق فى الساق على حد تعبير قريبه.
كشفت مصادر من داخل الدير، عن أن الراهب الذى أقدم على محاولة الانتحار خضع لتحقيقات مكثفة فى قضية مقتل الأنبا ابيفانيوس إذ كان بين الفريق المعارض لرئيس الدير، حيث ترهب عام 2010 ضمن مجموعة أدخلها البابا شنودة الثالث للدير عقب وفاة متى المسكين فى محاولة منه لتعديل التركيبة الفكرية لآباء الدير وإحكام السيطرة عليه، إذ كان الراهبان أشعياء وفلتاؤس المقارى من بين الآباء الذين يرتدون القلنسوة المشقوقة التى ألبسها البابا شنودة لآباء الدير التابعين له فى محاولة لتمييزهم عن شيوخ الدير من تلاميذ متى المسكين، كما سبق ووقع فلتاؤس المقارى ضمن حملة توقيعات قام بها زميله إشعياء المقارى، الذى صدر قرار بتجريده أمس، حين صدر قرارا باباويا بإبعاده عن الدير ونقله لدير آخر فى فبراير الماضى، وجمع توقيعات من زملائه تطالب البابا تواضروس بمنحه فرصة ثانية لتعديل سلوكه، حيث تراجع البابا عن قرار نقله من الدير، حتى صدر قرار تجريده وطرده من الرهبنة أمس.
وأكد القمص (صليب متى ساويرس)، أن المسيحية تحرم "الانتحار" وقتل النفس بشكل قاطع، وقد الدليل من النص الديني، قائلا إن الحُجة تقوم على أساس وصية "لا تقتل" الواردة فى (إنجيل متى :١٨:١٩)، وكذلك فكرة أن الحياة هبة منحها الله لا ينبغى أن نرفضها، كما أن الانتحار يخالف "نواميس الكون"، وبالتالى يتعارض مع خطة الله للعالم أجمع.
وأضاف القمص أيضًا أن الكنيسة لا تصلى على المنتحر وعلى مر التاريخ في الكنيسة كان الأشخاص الذين يحاولون الانتحار يحرمون كنسيًا، فالمنتحر مات دون أن يتوب عن جريمة القتل.