أثار عدم اكتمال النصاب القانوني للنواب تحت قبة البرلمان خلال جلسات دور الانعقاد الثالث، حفيظة الدكتور علي عبد العال رئيس المجلس، الذي لم يجد بيده سوى إرجاء مناقشة القوانين المطروحة على المجلس، ومع تكرار هذا السلوك من جانب النواب، وجه "عبد العال" رسالة شديدة اللهحة للنواب، مفادها تجنب تكرار التغيب عن الجلسات العامة خلال جلسات دور الانعقاد الرابع، حتى لا يضطر لاتخاذ قرارت متعسفة تجاه المتغيبين، على اعتبار أن تغيبهم هو عدم اكتراث منهم لأهمية الدور الملقى على عاتقهم.
في التقرير التالي، نستعرض آراء بعض أعضاء البرلمان، حول الأسباب التي ساقت عدد من النواب إلى تجاهل الحضور في جلسات دور الانعقاد الثالث.
قال الدكتور إبراهيم حمودة، عضو مجلس النواب، إن التغيب الذي شهدته الجلسات العامة لقبة البرلمان خلال جلسات دور الانعقاد الثالث والذي تسبب في تأجيل مناقشة العديد من القوانين، من بينها تأجيل مناقشة برنامج حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، يرجع إلى انشغال النواب بالنظر في مطالب أهالي دائرتهم من أجل عرضها على المجلس لبحث سبل حلها، باعتبارهم لسان حال المجلس.
ونفى "حمودة" أن يكون تغيب النواب في جلسات دور الانعقاد الثالث تعنتًا منهم أو لاعتراضهم على بعض القوانين، فلجأوا إلى التغيب من الجلسات العامة، كي لا يدلوا بأصواتهم على بعض القوانين.
وأضاف عضو مجلس النواب أن دور الانعقاد الرابع سيشهد المزيد من الالتزام بالحضور من جانب النواب خلال الجلسات العامة الخاصة به، لا سيما بعد تشديد الدكتور علي عبد العال رئيس المجلس، على ضرورة التواجد، حتى لا يتم إرجاء مناقشة بعض المشروعات لجلسات أخرى.
من جهة أخرى، قال النائب صلاح عيسى،عضو مجلس النواب، إن سفر بعض النواب خارج القاهرة، ووجود البعض الآخر منهم في اجتماعات مع أهالي دوائرهم، حال دون اكتمال النصب القانوني، الذي يقضي بحضور ثلثي أعضاء المجلس لانعقاد الجلسات العامة، نافيًا تعمد النواب الغياب عن الجلسات العامة.
وأشار "عيسى" إلى أن الظروف التي مر بها النواب خلال جلسات دور الانعقاد الثالث، والتي أدت إلى تغيبهم، لن تتكرر خلال جلسات دور الانعقاد الرابع، حتى لا تعطي الفرصة لبث الشائعات حول هذه النقطة.
ونوه عضو مجلس النواب، بأن جميع الأحزاب يمكن لها ضم أعضاء جدد إلى صفوفها من أجل تعزيز قوتها، وتمثيل الحزب داخل المجلس، وذلك وفقًا لنص الدستور والقانون.
في المقابل، نفى النائب أحمد إدريس، عضو مجلس النواب، وجود علاقة بين اختلاف النواب على النظام الانتخابي، سواء بالنظام الفردي أو القوائم، وتغيبهم عن بعض الجلسات العامة خلال دور الانعقاد الثالث، مضيفًا أنه عند نشوب خلاف بين النواب وبعضهم البعض حول مسألة بعينها، فإنهم لا يقحمون اختلافاتهم في الأمور الخاصة بالتصويت على القوانين التي تطرح خلال الجلسات العامة للتصديق عليها.
وذكر "إدريس" أن النواب يحرصون على تلبية مصالح أهالي دوائرهم، بالإضافة إلى ترددهم على الوزارات والهيئات، لمعرفة أحوالها ومشاكلها، وهو ما تسبب في غياب الكثير منهم عن حضور بعض جلسات دور الانعقاد الثالث، والتي من أهمها الجلسة التي شهدت مناقشة بيان الحكومة، التي أجلت بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للنواب، مما دفع الدكتور علي عبد العال لإرجاء مناقشة البيان للجلسة المقبلة.
ولفت عضو مجلس النواب إلى أنه بالرغم من تأجيل مناقشة برنامج الحكومة أكثر من مرة، والذي أثار حنق رئيس المجلس والكثير من النواب، إلا أنه أعطى فرصة عظيمة لكل النواب للإدلاء بأصواتهم على البرنامج، فضلًا عن التريث قبل التصديق عليه.
واختتم قائلًا إن الدكتور علي عبد العال رئيس المجلس، نصح النواب بعدم تكرار هذا التغيب عن الجلسات خلال دورالانعقاد الرابع، حتى لا يضطر إلى إتخاذ قرارات تعسفية تجاه المتغيبين، موضحًا أن رئيس المجلس، اتخذ قرارًا بالتصويت على إسقاط عضوية بعض هؤلاء النواب.