لا صوت يعلو في الأونة الأخيرة تحت أروقة الوسط الرياضي سوى نادي بيراميذز أو الأسيوطي سابقا، الذي منذ تحوله إلى نادي استثماري، أثار جدلا كبيرا داخل القلعة الرياضية في مصر، ويرجع ذلك بسبب منافسته الشديدة لقطبي الكرة المصرية من حيث خطف الصفقات وجلب لاعبين جدد إلى الدوري المصري يستطيعوا معهم خلق منافسة شرسة والإطاحة بالحرب المقتصرة على القطبين فقط.
ولكن دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فلم تقتصر المنافسة فقط على جلب واعداد لاعبين أقوياء لخلق روح جديدة داخل الدوري المصري، إنما سطعت ظاهرة جديدة بسبب الأموال الطائلة التي يدفعها النادي الجديد للاعبيه.
فخلع بعض اللاعبين المصريين قميص الانتماء، وحب النادي الذي صنعهم وجعلهم نجوما تحبهم الجماهير، وبات شغلهم الشاغل الجري وراء الأموال، ولم يقتصر عليهم الأمر أيضا فقط فس التخلي عن صاحب الفضل عليهم، ولكن وصل بهم المطاف لعرض أنفسهم على النادي الجديد .
ليشتد الصراع اكثر فأكثر بين القطبين والنادي الجديد، ليخرج كلا منهما عن صمته موجها ضرباته التي يظنون أنها ممكن أن تعيد اللاعبين إلى أذهانهم، وذلك باستخدام سلاح الجمهور والاناماء، ولكن كلا منهم يمضي في طريقه لايبالي سوى للأموال، والعقد الأعلى سعرا، تاركين وراء ظهورهم ما يسمر بالانتماء وأحلام الجماهير، مدعين أنهم كانوا مخلصين لأنديتهم وجماهيرهم ولكن حان وقت تأمين مستقبلهم بأموال بيراميدز.
وسار عدد من لاعبي أندية الدوري على خطى عبدالله السعيد لاعب الأهلي السابق، الذي ترك كل شئ بحثا عن الأموال، فاشتعلت الساحة الرياضية في الساعات القليلة الماضية عن أزمة جديدة تشبه ازمة السعيد مع الأهلي، ولكن هذه المرة داهل أروقة القلعة البيضاء حين تهرب طارق حامد لاعب وسط الزمالك، من التوقيع على عقد التجديد لناديه مدعسا الإصابة وعدم قدرته على الوصول لمقر الأبيض، ثم يقرر الظهور في مقطع فيديو مع مرتضى منصور، رئيس النادي، يطالبه من خلاله منصور بزياده راتبه خلال العقد الجديد، قائلا: انا اديت للنادي كتير وكنت مخلص طوال الأربع سنين السابقين ومن حقي أطلب اللي انا عايزه. في تهديظ منه لرئيس الأبيض أنه في حالة عدم اقتناعه بالمبلغ المادي سيجلب عرضا ضخما لضمه، ومن بعدها تهرب اللاعب من التجديد، ولكن سرعان ما تدخل صاحب النادي الجديد ودفع هو باقي قيمة صفقة حامد لأبقاءه في الزمالك حتى لا تشتعل الأزمة.
وهنا أيضا داخل أروقة نادي سموحة السكندري ترى حسام حسن لاعب الفريق الأول الذي يعرض نفسه وباستماتة رهيبة على النادي الجديد، رافضا جميع العروض المقدمة إليه، أملا منه في النجاح في الانضمام للنادي الجديد، وجمع عدد أكبر من الأموال.
كما وجه مدافع الزمالك علي جبر ضربة مدوية للفريق الأبيض حين عرض خدماته على نادي بيراميدذدز في محاولة منه بضرب عصفورين بحجر واحد، حيث يتمكن في الاستفادة بالاموال الكثيرة، والعودة مرة أخري للمشاركة في المباريات، خاصة عقب هبوط فريقه الأنجليزي للدرجة الثانية، وجلوسه على مقاعد البدلاء لفترة كبيرة ننذانضمامه له في الانتقالات الشتوية الماضية.
ويدخل أيضا محمود ماولي مدافع الدراويش تحت دائرة الضوء، وطلب هو الأخر من النادي الجديد ضمه، بحثا عن الحصول على الأموال، وبالرغم من تقديم النادي الأهلي عرضا كبيرا لضم اللاعب إلا أنه فضل عرض خدماته على بيراميدز للاستفادة من الاموال الطائلة التي يملكها النادي الجديد.
وانقلب الاحوال في كرة القدمب مصر خلال الأونة الأخيرة، وأصبح اللاعب هو من يعرض نفسه على النادي وليس العكس بعدما كان النادي هو من يسعى لضم لاعب نظرا لقدراته، وباتت الساحرة المصرية مقصدها الأول والأخير جمع الأموال فقط، ويضرب اللاعبين بالجماهير والبطولات والانتماء عرض الحائط لاهثين فقط وراء من يدفع أكثر.