بالرغم من محاولة اردوغان التأكيد على عدم انتهاجه أيدولوجية «أربكان» الإسلامية، من أجل كسب تأييد الليبراليين والحفاظ على كرسيه وضمان بقاؤه على عرش الدولة، إلا الليبراليين انفصلوا عن الرئيس التركي في 2013م، وبدأوا في مهاجمة سياسياته الاجتماعية وتدخله في الحريات العامة.
يبدو أن الجميع في تركيا تفاجيء من محاولة الانقلاب التي حدثت في 15 مايو 2016، عندما قامت عناصر من الجيش بإغلاق الخط المتجه إلى الشق الآسيوي لأوروبا على جسر البسفور.
وخرج رئيس الوزراء التركي آنذاك بن علي يلدريم، ليصف ما تمر به البلاد بمحاولة إنقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان.
وصرح «يلدريم»، «بعض الأشخاص نفذوا أفعالا غير قانونية خارج إطار تسلسل القيادة .. الحكومة المنتخبة من الشعب لاتزال في موقع السلطة، ولن ترحل إلى إلا عندما يطالبها الشعب بذلك».
اعتقالات وتسريح للعمالة بالآلاف
بعد تصريحات رئيس الوزراء التركي بدقائق، أعلنت وسائل الإعلام التركية، أن جماعة فتح الله جولن تقف وراء محاولة الانقلاب.
واعتقلت السلطات التركية في اليوم التالي نحو 100 من الجنرالات وكبار الضباط في القوات المسلحة.
وقالت وزارة الخارجية التركية، في 17 يوليو 2015، «إن محاولة الإنقلاب الفاشلة على حكومة رجب طيب أردوغان أدت إلى مقتل 290 شخص على الأقل».
كما أقالت السلطات 8700 موظف من موظفي الوزراة من بينهم 30 مسؤول.
وبلغ عدد الموظفين المقالين في منتصف 2017 إلى 150 ألف شخص، بجانب اعتقال 50 ألف من الجيش والشرطة.
وفي بداية العام الحالي، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان سويلو، أن قوات الأمن قامت عام 2017 باعتقال أكثر من 48.3 ألف شخص في تركيا، للاشتباه بعلاقتهم بحركة "فيتو" التابعة للمعارض فتح الله جولن.