اصبح العديد من ضعاف النفوس في مصر مهوسواً بالتنقيب عن الآثار أملاً في الوصول إلي الثراء وحب المال فضاعوا تحت وطاءه عمليات نصب الدجالين والمشعوزين الذين يطلبون أشياء كثيرة وغريبة في مقابل فتح المقبرة , مبررياً ذلك بأنها طلب حامي المقبرة من الجن .
ولكن تاتي الرياح بما لاتشتهي السفن فإما أن تصبح ضحية لعملية نصب الدجالين وهذا كثير أو تلقي مصرعك تحت الانقاض وهذا غالب وأشد واعتي, او يكون مصيرك السجن وهذا حتما لا مفر منه .
"بلدنا اليوم" ترصد في تقريرها التالي وقائع االتنقيب عن الاثار بحثًا عن الوهم
"شخصان نهايتهما الموت"
بدأ هذا الأسبوع بحالات التنقيب عن الاثار الهوس التي مازال يطارد المواطنين بحثًا عن الكنز المخفي تحت التراب فلقي شخصان مصرعهما أثناء التنقيب عن الآثار داخل إحدى الفيلات بمنطقة حدائق الأهرام، وانتقل رجال المباحث إلى المكان للوقوف على ملابسات الحادث.
تلقى قسم شرطة الهرم، بلاغا من الأهالى بسقوط شخصين داخل حفرة أثناء التنقيب عن الآثار، وانتقلت قوات الأمن، وتم الاستعانة برجال الحماية المدنية، وتم استخراج الجثتين ونقلهما إلى المستشفى.
" الاثار تنهي حياة طارق تحت الأرض"
لم يتوقع طارق الرجل الخمسيني انه يبحث عن الثراء المخفي علي أبعاد أمتار من سطح الارض داخل حفرة بمنزل قديم بالقناطر الخيرية، ولكن انقلب السحر ع الساحر وعندما نزل حفرة الوهم أثناء تنقيبه وآخرين عن الآثار.
تلقى المقدم محمد فتحي، رئيس مباحث مركز القناطر الخيرية، إشارة من مستشفى القناطر العام، بوصول "طارق ط" 52 عاما، صاحب محل، جثة هامدة، إثر إصابته بكدمات وخدوش باليد اليمنى والكوع الأيسر وجرح سطحي بالرأس، وتم التحفظ عليه بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
وتم إخطار اللواء محمد الألفي، مدير إدارة البحث الجنائي، فانتقل العميد حسام الحسيني، رئيس مباحث القليوبية، وتبين أنه أثناء قيام المتوفى، وبصحبته كل من "حسن ع" 38 عاما، سائق، و"أحمد م" 30 عاما، صاحب مخزن فراشة، و"عمرو ح" 36 عاما، عامل، بالتنقيب عن الآثار داخل منزل أحدهم.
وأكد الإخطار أنه أثناء نزول الضحية داخل الحفرة مدعيا أنه أحد المشايخ الروحانيين ولديه القدرة لاكتشاف ما بداخل باطن الأرض من آثار حدثت له حالة اختناق داخل الحفرة لعدم وجود أكسجين كافِ مما أدى إلى ارتطام المتوفى بالأرض مغشيًا عليه فقاموا بانتشاله واصطحابه للمستشفى لمحاولة إنقاذه إلا أنه توفي عقب وصوله.
"عادة مصرية قديمة"
أكد الدكتور عمر ذكي خبير الآثار أن هوس بعض المواطنين في التنقيب عن الآثار، يعود لجذور عادة مصرية قديمة كانت منتشرة في القرن الماضي، حيث أن التنقيب وتجارة الآثار كان متاحًا قبل صدور قانون رقم 117 لسنة 1983 بشأن حماية الآثار، وقانون رقم 3 لسنة 2010.
وأضاف خبير الآثار في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم» أن جنون المصريين في الوصول إلى الثراء السهل والسريع خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعانيها البلد، هو أحد اعظم الأسباب التي تدفع لهوس التنقيب عن الآثار في معظم أنحاء الجمهورية
العقوبة .. الحبس والغرامة من 5 الي 10 مليون جنية
من جانبه شعبان سعيد المحامي بالنقض، إن ظاهرة التنقيب عن الآثار انتشرت بشكل غير عادي عقب ثورة 25 يناير، نظرًا للانفلات الأمني الذي أعقب الثورة، لانشغال الدولة بإعادة نفسها مرة أخرى.
وأوضح «سعيد» في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم» أن مجلس الوزراء وافق على تغليظ العقوبة على عمليات التنقيب والاستخلاص غير المشروعة للمعادن الثمينة والأحجار ذات القيمة المادية والفكرية، حيث تصل العقوبة وفقاً لأحكام القانون رقم 68 لسنة 1976 في هذا الشأن، إلى معاقبة المتهم بمدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد عن خمس سنوات، وغرامة لا تقل عن خمس ملايين ولا تزيد عن عشرة ملايين جنيه.
ولفت إلى أن التعديل ينص على مصادرة المضبوطات والأدوات والألات المستخدمة، فيما ينص القانون رقم 117 لسنة 1983 علي عقوبة السجن لمدة تتراوح من 5 إلى 7 سنوات وغرامة من خمس إلى سبع آلاف جنيه، وتنص المادة 23 بالقانون 117 لسنة 1983 والمعدل بالقانون رقم 12 لسنة 1991 أن من يعثر على أي آثار عليه إبلاغ الهيئة العامة للآثار ويعتبر ملكًا للدولة وعلى الهيئة أن تتخذ الإجراءات اللازمة للمحافظة عليه، وأما عقوبة تهريب الآثار وفقًا للمادة 41 من القانون ذاته، يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة وغرامة تتراوح بين 5 آلاف إلى خمسين ألف جنيه، ومصادرة كل العربات والأدوات المستخدمة في التهريب، مؤكدًا أن الهيئة لها صلاحيات منح من أرشد عن الاثر مكافأة تحددها اللجنة الدائمة بالمجلس إذا رأت أن هذا الأمر ذو أهمية.