«الجاني والضحية من بيتٍ واحد».. 5 أيام بمذاق الدم في أحضان المحروسة

الاثنين 25 يونية 2018 | 09:16 مساءً
كتب : محمود صلاح

خمسة أيام مضت وكأنها فيلمًا دراميًا يُمارس على أرضٍ مصرية، ممزوجًا بأفعال الأكشن والإثارة، رافعًا راية الدماء إلى عنان السماء..هذا هو الحال الذي جسدته أرجاء مصر المحروسة خلال الأيام الماضية، التي سيطر على مختلف محافظاتها، الجرائم البشعة التي تقشعر منها الأبدان، فتكون في البداية لغزًا محيرًا للجميع، ولكن بعد تحقيقات تكون المفاجأة بأن الجاني من الأسرة المجني عليها، الأمر الذي أثار جدلًا خلال الآونة الأخيرة.

من اللافت أن مصر، شهدت خلال خمسة أيام فقط، خمسة جرائم بشعة كان الضحايا فيها إما فلذة أكباد، أو آباء أبرياء، وكأنهم نسوا حرمة القتل التي نزلت فيها آيات عديدة، ولكن لا مفر من القدر الذي قاد صاحبه إلى القضاء على أعز ما لديه.. في هذا التقرير نرصد أهم القضايا التي أثارت جدلًا في الرأي العام خلال أيام قليلة، والتي كانت أخرها مقتل سيدة وزوجها، على يد نجلهما، أمس الأحد، في محافظة البحيرة.

 

طالب يقتل أبويه بسبب سوء المعاملة

 

«وبالوالدين إحسانا».. آية قرآنية جاءت في كتاب الله، داعيةً إلى المعاملة الحسنة مع الوالدين، والعمل على تحقيق مطالبهما إحسانًا لهما على ما قدماه خلال سنوات مضت، ولكن في هذة الأيام لم يعد أحدًا يحقق ما حثت عليه هذه الأيات، وانقلب الحال رأسًا على عقب، حتى صارت الجرائم تطبق كل يوم على نفس المنوال.

 

بسكين غليظ، تعامل الشاب العشريني مع والديه، مساء أمس في محافظة  البحيرة، وكأنه يشكرهما على الجميل الذي قدماه له طوال حياته، ولكن على طريقته الخاصة، التي تملك فيها الشيطان، وقيد حركته حتى دفعه إلى مقتل والده ووالدته بسبب سوء المعاملة، وفر هاربًا، ولكن الحقيقة أنه يعاني منذ سنوات من فشل في دراسته، وتمكن من جسدة مرض نفسي وبدأ الجميع في منطقته ينظر له كأنه مجنون، فتجه إلى تعاطي المخدرات، الأمر الذي دهور حالته ودفعه إلى قتل والديه.

 

كانت البداية عندما تلقى اللواء علاء الدين عبدالفتاح، مدير أمن البحيرة، إخطاراً من قسم شرطة كفر الدوار، بإبلاغ الأهالي بقيام طالب بقتل والده ووالدته بمدينة كفر الدوار.

 

انتقل النقيب أحمد صابر البرعي، معاون مباحث القسم، إلى مكان الحادث، وتبين قيام «ع .ل» 20 سنة، طالب بطعن والده ووالدته عدة طعنات بـ«سكين» أدت إلى وفاتهما بسبب مروره بحالة نفسية، لم تكن هذه الجريمة هى وحدها خلال الخمس أيام الماضية، ولكن سبقها جريمة بشعة كان ضحيتها أم وطفلتيها، على يد والدهم في بولاق الدكرور.

 

زوج يقتل زوجته وطفتيها بسبب ضائقة مالية

 

السيناريو ذاته كان تكرر قبل ذلك بأيام قليلة، أثناء مبارة مصر وروسيا الماضية في المونديال، حيث قتلت سيدة وأبنتيها خنقًا في منطقة بولاق الدكرور، كان والدهم خارج المنزل يتابع المبارة، وكشفت التحقيقات أن الأب هو نجل الفنان الراحل المرسي أبو العباس، وكان وحيد والديه، وورث عن والده شقة في منطقة مدينة نصر شرق القاهرة وباعها منذ أيام، واحتفظ بالأموال في حقيبة بدولاب غرفة نومه، وعندما وقعت الجريمة تمت سرقة الأموال، ما عزز شكوك رجال الأمن حول أن يكون القاتل أحد القريبين من الأسرة والمعروفين لها.

 

ولكن مع إجراء التحريات المشددة من رجال المباحث خلال أربع أيام، وسؤال الوالد عن الجريمة، اعترف بأنه هو الذي قتل زوجته وأولاده بعد انتهاء المباراة، حتى أن الجريمة لم يعلم بها أحد على حسب قول شهود عيان من المنطقة، إلا في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وتبين أن السبب يتعلق بمروره بضائقة مالية خلال فترة طويلة، يعاني منها رغم أنه ورث من والده ما يقراب 340 ألف جنيهًا منذ أيام، ولكنه لم يستطع فك لغز شفرت المعاناة والضائقات المالية التي تحاصرة.

 

رغم صعوبة التحريات، لكن الأجهزة الأمنية استطاعت حل لغز الجريمة الغامضة، ومعرفة الجاني، وكانت بداية التفاصيل عندما تلقى قسم شرطة بولاق الدكرور بلاغًا بالعثور على ربة منزل  تبلغ من العمر 38 عامًا، وابنتيها 14 سنة، و12 سنة، مقتولات شنقًا داخل شقتهن بشارع العشرين التابع لدائرة القسم.

 

وبالمعاينة تبين أن الأم وتدعى هبة قتلت عن طريق شنقها بـ «إيشارب» كما قتلت ابنتها الكبرى شنقًا بسلك تليفون، وابنتها الصغرى «حبيبة» شنقًا بكيس وسادة.

 

قتل والدته وغطى جثتها بالملح في سوهاج

 

على خلاف العادة، وفي وضح النهار، والجميع يمر في الشوارع، لم يشغل باله ولم يري الخوف في قلبه، وظل متجهًا إلى فعل جريمته التي دمرت حياته، ففي إحدى القرى بصعيد مصر بمركز العسيرات بسوهاج هزت أرجائها جريمة قتل بشعة، حيث أنهى عاطل حياة والدته ضربًا على رأسها بماسورة حديدية، وقام بوضعها في سريرها وغطى الجثة بالملح حتى لا تظهر رائحتها، ولفها في بطانية بعد تغطيتها بالملح حتى لا تظهر رائحتها، وأنه أرتكب الجريمة لرغبته في الاستيلاء على ميراث والدته من والدها، ورفضها منحه الميراث لسوء سلوكه.

 

وكان اللواء عمر عبدالعال مدير أمن سوهاج، تلقى إخطارا من مركز شرطة العسيرات، بتغيب ربة منزل «65 سنة» عن منزلها منذ 4 أيام، وبالبحث عنها تم العثور عليها جثة هامدة في سرير غرفة نومها مغطاه بالملح، وبها جرح في الرأس، وفى فمها آثار دماء، وأكدت تحريات المباحث بقيادة العميد محمود حسن، رئيس المباحث الجنائية، وإشراف اللواء خالد الشاذلى، مدير مباحث المديرية، والعميد منتصر عبدالنعيم، رئيس فرع الأمن العام، أن وراء ارتكاب الواقعة نجل المجني عليها «رشوان. أ. غ»، 36 سنة، عاطل.

 

جزار يقتل زوجته وعشيقها بسبب الخيانة

 

«في الوش مراية وفي القفا سلاية» مثال شعبي طبقته السيدة في عش الزوجية مع زوجها لفترة طويلة، فقد كانت تظهر أمامه بحسن الخلق والمعاملة الحسنة، وعندما يتوجه إلى عمله تلتقي بحبيبها المراهق الذي زين لها سوء أعمالها، ببعض الكلمات الجميلة التي تسمعها منه خلال الهاتف كل يوم.

 

ولكن لم يستمر الأمر كثيرًا، ووقعا في شباك الموت بعد أيام، حينما شعر زوجها الذي يعمل جزارًا في المنطقة بالتعب، عاد إلى منزلة مبكرًا عن عادته، وطرق الباب لعدة مرات ولكن كانت الزوجة تخفي آثار فضيحتها بإبقاء عشيقها داخل الدولاب بمنأى عن الزوج، الذي استقبلته حينها بوجهٍ حسن، ولكن عندما فتح الدولاب وجد عشيقها مختبئًا،  لينهال عليهما بالضرب بالساطور حتى مزق جسدهما.

 

كانت قوات قسم شرطة  المقطم تلقى بلاغًا من الأهالي، بوجود مشاجرة من المنزل المدعو وعلى الفور انتقلوا إلى هناك وألقوا القبض على المتهم، وأشارت التحريات إلى أن الجزار تعدى على زوجته وعشيقها بالساطور محاولًا ذبحهما، إلا أن تدخل الأهالي حال بينهم، وتم نقل المصابين لمستشفى المقطم العام في حالة خطرة.

أمرت نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية برئاسة المستشار أحمد عز الدين عبد الشافي، المحامي العام للنيابات، بحجز جزار ٢٤ ساعة على ذمة تحريات المباحث حول واقعة تعديه على زوجته واخر بالساطور وتمزيق جسدهما بالأسمرات.

وانتقلت النيابة إلى المستشفى لسماع أقوال زوجة المتهم عقب تحسن حالتها الصحية، وبالاستعلام عن حالة المجني عليه الآخر تبين أنه مازال في حالة حرجة ويتلقى العلاج ولا يمكن استجوابه.

 

لعب الأطفال ينهي حيات شاب بدار السلام

 

«الأطفال أحباب الله».. كلمة ذائعة الصيت في شتى بقاع المحروسة، يتسم بها الأطفال ولكن في بعض الأحوال يكونوا سببًا رئيسيًا في حدوث الجرائم، وهذا ما حدث بالفعل في منطقة دار السلام، حيث دفع شخص حياته ثمنًا، عندما قتل فى مشاجرة بين عائلتين، بسبب لهو الأطفال.

 

وكانت البداية عندما تلقى اللواء خالد عبد العال مدير أمن القاهرة، إخطارًا من مأمور قسم شرطة دار السلام، يفيد بورود بلاغ من شرطة النجدة، بوقوع مشاجرة بين مجموعة من الأشخاص بمنطقة الجزيرة.

 

انتقلت قوات الأمن لموقع الحادث، وتبين أن المشاجرة نشبت بين عائلتين، بسبب لهو الأطفال، حيث تعدى كل من الطرفين على بعضهم البعض بالأسلحة البيضاء والشوم، ما أسفر عن مقتل رجب.ع، متأثرًا بإصابته بتهشم فى الرأس.

 

تمكنت قوات الأمن، من إلقاء القبض على 9 متهمين، وبمواجهتهم.. تبادلوا الاتهامات فيما بينهم، فتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة للتحقيق.

اقرأ أيضا