«يموت الضنى ويبقى الحضن».. لطالما ترددت هذه الكلمات ترددت على لسان الكثيرين، تعبيرًا عن حالات مريرة يعيشها الآباء بعد ارتكابهم جرائم مُفجعة، في ظل انعدام الرحمة والإنسانية من قلبوهم، حينما يقدمون على قتل الأبناء، إرضاءًا لزوجاتهم والسعي نحو تحقيق حلم الإنجاب من زوجة كان يعشقها، ولكن بعد تحقيق المراد يتحول الأمر رأسًا على عقب، بمجرد أفعال بسيطة يفعلها الأطفال، حتى تكون النتيجة قتل الأبناء وحزن الأباء طوال العمر.
«بلدنا اليوم» ترصد عبر تقريرها التالي حالات انعدمت الرحمة والانسانية من قلب الآباء، بعدما أقدموا علي قتل أبنائهم إرضاءًا لزوجاتهم.
يعذب طفله بـ«النار» حتى الموت
واقعة مؤسفة شهدتها منطقة عرب الوالدة بمدينة حلوان، حينما قرر«عبد العزيز.أ» الانفصال عن زوجته، مصممًا على أخذ طفله «فهد» عنوة من والدته، والزواج من أخرى، وبالفعل نجح الزوج في أخذ طفله والقائه بأحضان زوجته الثانية «هبة عيد شحاتة».
وخلال 3 أشهر فقط تحولت حياة الطفل من طفل مدلل بين أحضان والدته إلى طفل مقهور من الانتهاكات التى ارتكبت بحقه من قبل والده وزوجته الثانية، فلم تتحمل زوجة الأب الفطرة الطبيعية التي خلق الله عليها الأطفال وهي فترة «التبول اللا إرادي» التي يمر بها كل طفل بعمره، فظلت تعنفه بأقصى الكلمات وتشكو لزوجها معاناتها من «تبول» نجله الصغير، وهددته بالانفصال، حينها قرر الأب أن يتجرد من مشاعره الإنسانية ويتحول إلى شيطان في صورة إنسان، ففكر في معاقبة نجله بواطسة الكي بالنار والسجائر، في أماكن حساسة نصيب الطفل فلم تشفع صرخات الطفل وتوسلاته عند والده على قدر ما كان حريصًا على راحة زوجته وبقائها بحياته، حتى لفظ الطفل أنفاسه الأخيرة على يد والده.
وألقت أجهزة الأمن القبض على الزوج وزوجته وأمام العقيد أشرف عبد العزيز مأمور قسم حلوان، اعترف الزوج بارتكاب جريمته دون التحريض من زوجته، وحرر محضر برقم 16584 لسنة 2018.
«أب يقتل ابنته المعاقة ذهنيًا»
شهدت قرية ميت الليت هاشم التابعة لمدينة المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، واقعة مأسوية، حيث عثر الأهالي على جثة طفلة معاقة ذهنيًا تبلغ من العمر 9 سنوات، وتظهر بها آثار حرق على جسدها النحيل، وآثار تعذيب بوحشية وحرق وكدمات بالظهر، مما أسفر عن مصرعها في الحال.
تلقى اللواء طارق حسونة، مدير أمن الغربية، إخطارًا من قسم المركز بورود بلاغًا من الأهالي يفيد بمصرع طفلة بعد تعرضها للتعذيب والضرب من والدها وزوجته، وعلى الفور انتقل الرائد محمد البرلسي مفتش المباحث، والرائد عمر أبو بكر رئيس المباحث وفريق من البحث الجنائى لمعاينه الجثة.
وتبين من التحقيقات أن الطفلة وتدعى «أسماء هشام» معاقة زهنيًا وتبلغ من العمر ٩ سنوات تعيش مع والدها وزوجته الجديدة بعد انفصال والدتها عنه، ويوجد على جسدها النحيل آثار تعذيب بوحشية وحرق وكدمات وزرقة بالظهر أسفر عن مصرعها فى الحال، وقام ضباط قسم شرطة المحلة الكبرى بالتعاون مع السكان بنقل الطفلة إلى المستشفى لتوقيع الكشف الطب الشرعي عليها، كما ألقى القبض على والدها «هشام.ع» وزوجته وتم اقتيادهما إلى ديوان عام القسم لمباشرة التحقيقات معهما واعترف الأب باعتياده ضرب ابنته وتعذيبها عدة مرات بالسابق.
بدوره، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري علم النفس، إنه يجب على الزوج حسن اختيار زوجته، إلى جانب تطبيق مبدأ الحوار بين أفراد الأسرة، وعدم توجيه النقد الدائم لهم، وأن تتعامل الأسرة مع أبنائها بأسلوب التشجيع، وتنمية قدراتهم حسب إمكانياتهم العلمية، والظروف المحيطة بهم، مشددًا على وجوب حماية الأسرة للأبناء، من الانزلاق نحو خطر الإدمان.
وأضاف أستاذ الطب النفسي في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم» أن انتشار المخدرات والشذوذ ، يعتبر من صور الانحدار الثقافي، وكل هذه السلوكيات تؤثر على العلاقة بين الأب والإبن، وعلاقة الأب والأم، مما قد يؤدي لقتل الأب لأبنائه.
وفي السياق نفسه، قالت الدكتورة عزة كريم أستاذة علم الاجتماع، إن إهتمام الإعلام والسينما، وتوجية الأضواء تجاه هذه القضايا تفتح أذهان بعض الآباء المصابين بحالة انفصام الشخصية ، فيجب عدم التركيز على هذه النقاط حتي لا تنتشر في المجتمع.
وأضافت استاذ علم الاجتماع في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم» ، أن موضوع قتل الأباء للأبناء عملية إحصائية قليلة جداً، وهذا دليل بظهور حالة غير سليمة نفسياً و إجتاعياً للشخص الذي يقوم بهذه الوقائع البشعة التي بدأت مؤشرات ظهورها المخيفة.
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
