تدهورت العلاقات الخارجية لما تلقب بـ«الدولة الإسلامية» بشكل كبير، خاصةً بعد تضيق الولايات المتحدة الخناق عليها، فيما يخص البرنامج النووي، والبرنامج الصاروخي.
تحركات إيران الخارجية المشبوهة كشفت عن أطماع نظام الملالي في إعادة المشروع الصفوي إلى الحياة مرة أخرى، وبدا ذلك واضحًا بعد خروج الولايات المتحدة من العراق، وتوغل الخميني إلى هناك بصورة غير ملحوظة.
وتطورت العلاقات بين إيران والعراق، ووصلت إلى ذروتها خلال السنوات الماضية، إلا أن التحالفات التي عملت لخنق توغل الملالي، أدى إلى تأزم الأوضاع بين بغداد، وطهران، خاصة بعد فوز مقتدى الصدر بأغلبية البرلمان.
لا إيران ولا أمريكا في شريعة مقتدى الصدر
بعد فوزه بأغلبية في انتخابات البرلمان العراقية، تحول مقتدى الصدر إلى مهاجمة كل من الولايات المتحدة، إيران، ليصبح أول قيادي شيعي يرغب في طرد النفوذ الإيراني من وطنه.
وجاء فوز كتلة الصدر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بمثابة المفاجأة والضربة لإيران، والتي زادت من نفوذها في العراق خلال السنوات الأخيرة منذ الغزو الأمريكي والإطاحة بصدام حسين في عام 2003.
كما أن زيارة الزعيم الشيعي في العام الماضي لكل من السعودية والإمارات وسط توترات كبيرة في المنطقة بين البلدين مع إيران، يثبت أن توجهات الصدر مجابهة لطهران بشكل كبير.
وفي حوار مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية، وصف زعيم التيار الصدري، الرياض بأنها بمثابة "الأب"، وقال إن السعودية أثبتت قوتها وهي تعمل على إحلال السلام بالمنطقة.
كما أشار إلى ما اعتبره تطابق في الرؤى خلال لقائه في جدة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وقال الصدر إنهما ناقشا ملفات عدة من ملفات المنطقة بينها اليمن، والبحرين، وسوريا، والقدس، والعلاقات الإيرانية - السعودية، وكذلك علاقات بغداد بالرياض، مشيراً إلى أن الاجتماع اتسم بالصراحة بين الطرفين.
ودعا الحكومة العراقية العام الماضي إلى تفكيك قوات الحشد الشعبي، التي تدعمها إيران، والتي أدت دورا مهما في القتال ضد تنظيم داعش وتعتبرها الولايات المتحدة ودول أخرى أداة إيرانية في العراق.
ووجه مقتدى الصدر، زعيم تحالف «سائرون» متصدر الانتخابات التشريعية في العراق، رسالة إلى إيران والولايات المتحدة.
وردًا على سؤال وجهه له أحد أتباعه، حول تصريحات بعض السياسيين بعدم إمكان تشكيل الحكومة العراقية القادمة دون التدخل الإيراني والأمريكي، أجاب الصدر: «إيران دولة جارة تخاف على مصالحها نأمل منها عدم التدخل بالشأن العراقي»، مضيفًا: «كما نرفض أن يتدخل أحد بشؤونها».
وفيما يخص الولايات المتحدة، كان رد الصدر: «أمريكا هي دولة محتلة لا نسمح لها بالتدخل على الإطلاق».
قتل عراقيين بسبب إيران
تسبب التحالف مع إيران في سوريا، باستهداف التحالف الدولي –حسب مصادر سورية- مواقع عسكرية بدير الزور، ليسقط عدد كبير من العكسريين العراقيين.
ونقلت وسائل إعلام عراقية عن النائبة عن ائتلاف دولة القانون، فردوس العوادي، أن التحالف الذي تقوده أمريكا، ارتكب منذ أيام، جريمة نكراء بقصف عناصر من المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء من كتائب حزب الله العراق والعصائب والنجباء.
ودعت العوادي مجلس النواب العراقي الحالي والقادم إلى ضرورة إصدار قرار ملزم للحكومة بطرد التحالف من العراق إذا كانت الحكومة غير قادرة على اتخاذها لهذا القرار.
تطويق «حزب الله»
ويبدو أن الأوضاع وصلت إلى ذروتها بعدما طوقت القوات الأمنية العراقية، اليوم، المقر العام لميليشيات حزب الله في العراق، عقب اشتباكات اندلعت بين قوة من الميليشيات رفضت الامتثال لنقطة تفتيش تابعة للشرطة العراقية في منطقة شارع فلسطين شرقي بغداد.
وذكرت مصادر محلية وشهود عيان، أن القوة التابعة لميليشيات حزب الله أصابت اثنين من عناصر القوات الأمنية العراقية، بجروح عقب فتح عناصرها النار باتجاه نقطة التفتيش الرسمية، ومن ثم دخلت إلى المقر للاحتماء هناك.