ببذلته الثمينة وشعره الذي طغى عليه الشيب ونظارته السوداء، وقف أعلى الكوبري يتأمل مياه النيل، ينظر إلى المارين حوله، نظرات بين الماضي والحاضر.
أعوام مضت على الحدث العظيم، ما ذا لو لم يسير ما سار هل كان سيقف بمفرده هكذا؟، أم كان الوضع سيختلف، كان ملكًا رحل عن تلك الأرض منذ سنوات، مطرودًا منها برفقة والده، لكنّه عاد إليها مجددّا ولكن مواطنًا من الشعب.
رحلة برفقة ملوك مصر القدامى
66 عامًا مرّوا على هذا اليوم، الثامن عشر من يونيو ذكرى إعلان الجمهورية وإلغاء الملكية المصرية، يوم أن خرج الملك فاروق برفقة عائلته مغادرًا أرض الوطن، الذي عاد إليه مرة ثانية لكن بداخل صندوق، ليدفن في ترابه، تاركًا ورائه عائلته خارج حدوده، تلك العائلة التي اختفت عن الأنظار لم يُنقل من أخبارها سوى القليل.
مات فاروق منذ سنوات، وترك ابنّا وثلاثة بنات، الإبنة الكبرى الأميرة فريال والتي تزوجت من رجل أعمال سويسري وأنجبت منه ابنة واحدة وهي الأميرة ياسمين والتي تزوجت فيما بعد من علي السيد علي شعراوي، حفيد هدى شعراوي، أمّا الإبنة الثانية وهي الأميرة فوزية والتي لم تتزوج طيلة حياتها ورحلت عام 2005، وبالنسبة للإبنه الثالثه للملك ، وهى الأميرة فادية فقد تزوجت من الروسى بيير أورلوف وهو سليل أسرة من نبلاء روسيا السابقين ، وقد أنجبت منه أبنائها الأمير على والأمير شامل .
أمّا ابنه الآخيروالذي تنازل له عن العرش كان الملك احمد فؤاد الثاني، والذي تزوج من دومينيك فرانس بيكار، وهى فرنسية يهودية اعتنقت الإسلام قبل الزواج ، وقد أنجب منها ثلاثة من الأبناء وهم محمد على والذي ولد فى القاهره فى سنة 1979 ، وفوزية لطيفة والتى ولدت فى ولاية موناكو سنة 1982 ، وفخر الدين الذى ولد في الرباط سنة 1987، وبعد ذلك دبت خلافات عديدة بين الزوجين ادت فى النهايه الى الانفصال النهائى فى 18 اغسطس سنة 2008 ، وخرجت إشاعات عديدة تفيد بأنّ أبناء أحمد فؤاد الثلاثة اعتنقوا اليهودية كوالدتهم، لكن الملك نفسه خرج ليرد عليها بأنّ تلك الشائعات غرضها الأساسي تشويه صورة الأسرة المالكة فقط.
أحمد فؤاد يعود مصر ملكًا بعد 65 عامًا
لم يتجاوز عمره العام الواحد أثناء خروج والده الملك منفيّا خارج مصر، وبعد وفاة فاروق كان عمره لم يتجاوز الـ13 عامًا من عمره، الطفل الذي ولد وجد نفسه مجردّا من جنسية وطنه الأم، لكنه وبعد سنوات عادت إليه بأمر من الرئيس السادات والذي أمر بعودة جوازات السفر والجنسية المصرية لأبناء الملك فاروق وسمح لهم بالدخول إلى مصر.
وفي إحدى حواراته التليفزيونية تحدّث أحمد فؤاد الثاني، عن سعادته بمنح الرئيس السيسي له جواز سفر مدون به لقب ملك مصر السابق، كانت تلك الخطوة الثانية للملك السابق الذي اعتبرها إعادة الوطن له مرة ثانية، خاصة بعدما منحه الرئيس الراحل أنور السادات الجنسية المصرية وجوازات السفر مرة ثانية، ليتمكن حينها زيارة مصر، بل وجاء بزوجته لتنجب ولده الأكبر محمد علي والذي حصل على لقب ولي العهد هنا على أرض مصر.
لا يعلم الكثير عن العائلة المالكة فبين الحين والآخر تخرج أخبار عنهم، لكن وفي النهاية فبعد 65 عامًا على رحيلهم وتبدل أحوالهم بين ملوك الدولة إلى مواطنين خارجها، يأتون فقط لزيارتها كضيوف بين الحين والآخر.