في الأيام الآخيرة وقبل الإعلان عن التشكيل الوزاري الجديد، اعتبر وزير الزراعة السابق عبدالمنعم البنا، ضمن أبرز الراحلين عن مناصبهم، خاصة بعد المشاكل التي لحقت بالوزير في الفترة الآخيرة ابرزها إقالة عدد من قيادات مركز البحوث والذي أثار جدلًا واعتراضًا كبيرًا بداخل المركز، وبعدما تم الإعلان رسميّا عن رحيل البنا وتولية الدكتور عز الدين أبو ستيت، تحدّث البعض عن أبرز الملفات التي كانت سببًا في الإطاحة بالوزير السابق.
إقالة القيادات ومشروع غرب المنيا ضمن أبرز الملفات التي كشفت تقصير وإهمال من الوزير الراحل، في هذا التقرير نستعرض أهم تلك الملفات:
نائب الوزير السابق: خلاف البنا مع القيادات سبب رحيله
الدكتور محمد عبدالتواب، نائب وزير الزراعة لشؤون استصلاح الأراضي، تحدّث عن أنّ أبرز الملفات التي أطاحت بالدكتور عبدالمنعم البنا من منصبه، كان خلافه مع قيادات الوزارة بالكامل، خاصة وأنّ بداية خلافاته كانت مع نوابه والمفترض أنّهم أبرز مساعدية لتسيير مسيرة العمل.
الأمر الثاني أنّه كان شديد التدخل فيما يعنيه وفيما لا يعنيه، فكان يحاول السيطرة على كل صغيرة وكبيرة في قطاعات الوزارة المختلفة، ولم يترك فرصة واحدة لأي من رئيس تلك القطاعات العمل بحرية حتى يستطيع تقديم أفضل ما لديه، لكنّه كان دائمًا يحاول أن يظهر في الصورة وحده فقط، ولا يأخذ أحد غيره الأضواء.
وتابع نائب وزير الزراعة، أنّ قراراته الآخيرة والمتسرعة بإقالة محمد سليمان وعلاء عزوز، وكيلي مركز البحوث، كانت أيضًا ضمن الملفات التي أطاحت به خاصة بعد المشاكل التي أثارتها تلك القرارات.
نقيب الفلاحين: عدم الوفاء بالوعود سبب إقالة البنا
وفي هذا السياق تحدّث نقيب الفلاحين حسين أبوصدام أنّ السبب الرئيس وراء الإطاحة بالبنا من منصبه، عدم وفائه بأي وعد من الوعود التي عهد بها للفلاحين منذ توليه الوزارة، فمن اليوم الثاني لتوليه المنصب ذكر أنّ مشاكل الفلاحين بأكملها في طريقها للحل وإلى الآن وبعد رحيله كثرت المشاكل ولم يتم حلها.
الإطاحة بالبنا جاءت بعد الأزمات التي ألمت بالوزارة في عهده، أبرزها ماكل تحديد أسعار الحاصيل والزراعات التعاقدية، وغيرها الكثير والكثير، لكن القشة التي قسمت ظهر البعير، كانت فشله في مشروع غرب غرب المنيا، وتورطه في إهدامر مليارات الجنيهات دون فائدة في هذا المشروع، حتى أنذ الكثيرين يطالبون بمحاكمته بسبب ماألم بهذا المشروع الذي اعتبروه أملًا جديدًا للصعيد، بحسب ما أوضحه حسين أبو صدام، نقيب الفلاحيين.
وتابع " أبوصدام" نقطة أخرى هامة كانت سببًا للإطاحة بالبنا، وهي خلافاته مع قيادات الوزارة وتحديدًا نوابه، فعمل على إقالة معارضية واستبعادهم، واختلاق المشاكل لآخرين وعلى رأسهم نوابه الذين قدموا للوزارة بقرار مباشر من الرئيس السيسي، وتولية آخرين ساهموا على انتشار الفساد بين أروقة وزارة الزراعة.
فعمل البنا على إدارة الوزارة عن طريق تصفية الحسابات، لذا جميع قراراته الآخيرة على الوزير الجديد أن يتم النظر بها، خاصة وأنّ غالبيتها كان لأغراض وأهداف شخصية، وفقًا لحسين أبو صدام نقيب الفلاحين.
مصدر بالزراعة: القرارات التعسفية ومشروع غرب البنا سبب الإطاحة بالبنا
من جانبه صرح مصدر بداخل وزارة الزراعة، أنّ رحيل عبدالمنعم البنا
جاء لعدة أسباب، أبرزها القرارات التعسفية الآخيرة التي اتخذها، بشأن عزل قيادات من مركز البحوث الزراعية، أبرزهم الدكتور محمد سليمان، والدكتور علاء عزوز ، بالإضافة إلى خلافه الواضح مع نوابه ونقيب الزراعيين الدكتور سيد خليفة.
نقطة أخرى هامة كانت سببًا في الإطاحة بوزير الزراعة، وهي اعتماده على الأوراق والجلوس في مكتبه فقط، فلم يهتم بالنزول بشكل متواصل ميداانيًا وعلى أرض الواقع لمتابعة المشاريع، ففي عهده لم ينفذ عدد كبير من مشاريع الاستصلاح وغيرها، بالرغم من أن وزارة الزراعة صاحبة استيراتيجية بعينها أهمها التواجد على الأرض، وهذا ما لم يفعله البنا.
كما أنّ مشروع غرب غرب المنيا، والمشاكل التي اثيرت حوله من عمليات فساد وإهدار مال عام، كانت كفيلة للإطاحة به، خاصة وأنّه كان صاحب اختيارات سيئة لعدد من القيادات والسير فقط بنظام الإطاحة لمعارضيه.
المشكلة الأساسية في الوزير الراحل، أنّه لم يوجد لنفسه سياسة واضحة منذ أول يوم تولى فيه منصب وزير الزراعة للسير عليها، لكن العشوائية في التعامل كانت كفيلة أيضًا للإطاحة به.
مصادر: الإصلاح وتحسين الأراضي أبرز الملفات على طاولة الوزير الجديد
ومن أبرز وأهم الملفات التي ستكون على طاولة الوزير الجديد، اضاف المصدر بأنّه سيتم فتح ملف الإصلاح الزراعي، وملف تحسين الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى مشاكل هيئة التعمير والتنمية الزراعية.