فلسطين تودع رمضان وتستقبل العيد تحت نيران القصف (فيديو)

الخميس 14 يونية 2018 | 01:15 صباحاً
كتب : لمياء يسري

مثلما استقبل الأهالي في سوريا وفلسطين، رمضان بالسؤال "بأي حال جئت يا رمضان"، ينهونه الآن بنفس السؤال  "عيد بأي حال جئت يا عيد"، وهو سؤال مقتبس من  بداية قصيدة للمتنبي.

 

ودع أهل فلسطين وسوريا، شهر رمضان الفضيل، بعدما شهدوا العديد من المآسي، قبل مجيء الشهر، وأثناءه، فالبرغم من أن شهر رمضان يضفي عادة أجواء البهجة والخير على حياة المسلمين، فإن بعض البلدان في العالم العربي يخيم عليها الحزن والأسى طيلة أيام العام، ولا يستطيع رمضان أن يخلصهم منها بشكل كامل.

اليوم ينتهي رمضان، وأهالي فلسطين وسوريا مازالو تعساء لأنهم لم يستطيعوا أن يسعدوا بأجواء هذا الشهر كما الأعوام الماضية، أو كما يتمنون كل عام، لو يسعدوا به مثلما كان الحال قبل أجواء الحرب والتشريد.

فقبل قدوم الشهر الكريم، قصفت مدينة غزة من قبل الاحتلال الاسرائيلي، واستشهد العديد من الفلسطينين الذين خرجوا في مسيرة العودة وفك الحصار على غزة، مما أدى إلى سقوط ما يقرب من مائة شهيد، بالإضافة إلى آلاف الجرحى.

أما سوريا، فهي تعاني منذ بداية العام، من القصف المتتابع، على عدد من المدن، مما تسبب في وقوع العديد من الضحايا، وانقطاع مستمر للطاقة الكهربائية، وتدهور الاقتصاد..

 

أجواء الشهر الكريم

يقول أحمد جبر من مدينة غزة: إن أهالي غزة يعتبرون شهداءها هم هلال رمضان، لأن الاحتلال يتعمد الهجوم على أهالينا بالرصاص، قبيل مجيء الشهر الكريم، كما أن الأهالي هنا يتناولون الإفطار والسحور على أصوات القذائف، وبالرغم من حبنا للشهر الكريم، وانتظارنا له كل عام، فإن الخوف متملك من قلوبنا، لأنه لا يأتينا إلا ونحن فاقدون لعدد لا بأس به من الأحبة والأصدقاء.

ويضيف إسفان كردي، وهو مواطن سوري من مدينة الحسكة، أن الأهالي عانوا هذا العام بشأن الكهرباء، لأنها لم تأت إلا 4 ساعات في اليوم، فقط، وأصبح الأهالي يعتمدون على المولدات الكهربائية، التي تكلفهم ما يقرب من 5000 ليرة في الشهر..

أما الماء، فالكثير من المدن ومنها الحكسة، لم تصل إليها المياه ، لأن الآبار تحتاج إلى كهرباء مدة 24 ساعة لضخ المياه إلى المنازل.

الاقتصاد والزيارات العائلية

 

"الأحوال الاقتصادية هذا العام، كانت سيئة جدا، وأثرت في الزيارات العائلية، فكثيرون لم يستطيعوا زيارة أقاربهم لضيق ذات اليد، فنحن لم نعتاد أن نزور الأقارب وأيادينا فارغة".. هكذا وصفت نورا راغب المواطنة الفلسطينية،عدم استطاعة الأهالي لاتباع أحد الطقوس الرمضانية التي اعتادوا عليها كل عام..

ويقول إسفان كوردي، الأسعار مرتفعة في السوق هذا العام، والأهالي لم يتسطيعوا شراء كل احتياجاتهم، وأغلب الأسر، هنا تعتمد على عائلتها التي تعيش في الخارج، حيث يرسلون لهم مساعدات مالية شهرية.

ويكمل، الأهالي حاولوا الاحتفال برمضان قدر المستطاع وحسب امكانياتهم، أما العيد فلن يكون هناك مظاهر للفرح، فكل عائلة لديها، إما شهيد أو مغترب أو مختفي.

ويضيف أحد التجار من مدينة غزة، أن عملية البيع والشراء تنخفض كل عام عن العام الذي يسبقه، بسبب الحصار والوضع السياسي، وهذا العام شهد انخفاض في حركة البيع أكثر من العام الماضي.