يحتفل الأدب العربي بأسره، اليوم بذكرى ميلاد "العراب" أحمد خالد توفيق الذي رحل عن عالمنا بجسده تاركًا معنا إرثًا لا يُضاهى من الأعمال الأدبية البازغة، أطلق عليه العديد من الألقاب منها "العراب وصاحب اليوتوبيا" فتربى على يده العديد من مواليد أجيال الثمانينات والتسعينات، فتنقل عبر الزمان في شخصياته المختلفة من شاب إلى عجوز ثم امرأة حُفرت جميعها في أذهاننا، فدائمًا ما كانت لديه وجهة نظره الخاصة عن الموت، فكتب" الموت يختار ببراعة، يختار الأفضل والأنبل والأشجع".
ولد أحمد خالد توفيق في يونيو عام 1962 بمحافظة طنطا وتخرج من كلية الطب وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام 1997 والذي يعتبر نوع من الدراسات النادرة، وبدأ مسيرته الأدبية من خلال سلسلة "ما وراء الطبيعة" وقدم أول رواياته تحت اسم "أسطورة مصاص الدماء"، وقدم ستة سلاسل وصلت إلى ما يقرب من 236 عددًا وترجم العديد من الروايات الأجنبية ضمن سلسلة روايات عالمية للجيب، إلى جانب ترجمته للروايات الثلاث "نادي القتال" "ديرمافوريا"وكتاب المقابر، والتي تعد الترجمة العربية الوحيدة.
اشتهر خالد توفيق بـ"العراب" الأمر الذي أشعره في بدايته بالرهبة الشديد، على الرغم من شعوره في بداية الأمر ببعض السعادة والرضا ، ولكنه لم يُرد الشهرة من البداية فدومًا ما كان يشعر أنها مكانة عاليةً عليه، فلم ينال تألقه أن من قلبه فظل نقيًا كما هو فعاش "صاحب اليوتوبيا" في منزل متواضع فسكن في أحدى الشوارع المتفرعة من شارع حسن رضوان الرئيسي بطنطا، وشهد جميع من تقابل معه سواء كان على المستوى الشخص أو المهني على تواضعه معاملته الحسنة التي لم يعطي بها الفرصة لوصول الغرور إلى قلبه.
وفي أخر لقاء له تحدث عن الشهرة التى لم تكن مطلب له ولكنها طرقت ابوابه دون استئذان، فنال أعلى درجاتها التى يمكن أن ينالها كاتب، وكان السبب هو توجهه إلى القراء الشباب، ولكنها أثقلت على كاتبنا وشعر أنها عبء علية فالكاتب من المفترض أن يكتب لنفسه ولكن يمر عليه الوقت في حسبانها هل سيحتفظ الكتاب لنفسه أم ينشره، سينجح أم لا، فأصبحت تضع قيود عليه فالاعتبارات والمسئولية التى تُضع أمام الكاتب ليست إلا مجرد قيود يتقيد بها.
فظلت فكرة الموت تراوده في الآونة الاخيرة من حياته، وبعدما توقف قلبه وعاد مرة أخرى للحياة، استطاع العراب التنبوء بموعد وفاته فكتب في إحدى رواياته "اليوم كان من الوارد جدًا يكون موعد دفني هو الأحد 3 أبريل بعد صلاة الظهر" ولم يُخذل فرحل في موعده، وفي مشهد موته قال "ستكون مشاهد جنازتي جميلة ومؤثرة ولكني لن اراها للأسف وبرغم أني سأحضرها بالتأكيد".
وقريبًا ستصدر أخر أعماله وهي رواية "أفراح المقبرة" التي انتهى العراب منها قبل شهرين من وفاته لتكون أخر اعماله، حيث تستعد دار الكرمة لنشرها خلال عيد الفطر لتكون أخر باقة يدفعها إلينا من أعماله التى لا يمكن نسيانها ، ونشرت الدار على موقعها من الرواية "سأعترف لك بشىء مخيف، كل ما أقوله هنا سيظل سرًا، أليس كذلك؟ في البدء بدأ القط يتوتر ويعوي، يطلب الزواج، كانت تحبه لأنه قطها، لكنه أثار أعصابها، وفى يوم خدرته واستأصلت رجولته".