مصر الحضارة والتاريخ.. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة

الاحد 30 مارس 2025 | 03:40 مساءً
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق
كتب : محمود الطحاوي

وجه اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رسالة هامة للعالم قائلًا، مصر التاريخ والحضارة وملتقى الأديان، وفى كل بقعة على أرضها حكايات وحكايات، شعبها مضياف ويحب الجميع، وحائط صد ضد العنصرية وضد ازدراء الأديان، لم يفرقهم أحد على مدار التاريخ، حفظها الله هى وشعبها وجعلها دومآ الحصن الحصين للأمة العربية والإسلامية وللعالم أجمع .

حكايات مصر المحروسة

واضاف الشرقاوي، ولنا هنا حكاية من حكايات مصر المحروسة حكاية مسجد أبو الحجاج الأقصرى، مسجد داخل كنيسة داخل معبد فرعونى، مسجد إسلامى داخل كنيسية قبطية داخل معبد فرعونى، ذلك هو الوصف الأدق للمسجد الأشهر في وسط مدينة الأقصر، وهو مسجد سيدى أبو الحجاج الأقصرى المبنى منذ أكثر من 739 سنة مضت على أطلال معبد الأقصر الفرعونى والذى يعود بناؤه للعارف بالله أبو الحجاج الأقصرى "يوسف بن عبد الرحيم بن عيسى الزاهد" الذي كان قطب من أقطاب الصوفية فى حياته، وأصبحت الأسرة الحجاجية من بعده أعلام فى التصوف والدين الإسلامي، حيث أن المسجد يعتبر حالياً موقع تاريخي ومزار سياحى وملتقى دينى لمحبى التاريخ الصوفى فى قلب مدينة الأقصر.

وتابع، وعن تاريخ المسجد الأبرز في الأقصر فقد تم بناء المسجد التراثى في عام 658هـ، الموافق 1286م، وقد بنى بساحة معبد الأقصر على نسق المساجد الفاطمية القديمة، فهو يأخذ الشكل المربع في ساحته وهى المغطاه بقبو ومدخله الرئيسي يقع بالجهة الغربية جرت له عمارات كثيرة في العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية والحديثة، ويزاحم تماثيل رمسيس الثاني أحد أعظم الملوك فى أسرات الفراعنة، والذى تم تسجيله ‏كأثر‏ ‏إسلامى ‏فى 21 يونيو 2007.

مسجد سيدى أبوالحجاج الأقصرى شاهد على 3 حضارات إنسانية إسلامية وقبطية وفرعونية، حيث يخترق بطابعه الإسلامي بهو معبد الأقصر الذي يحتوى على الكثير من مظاهر الحضارة الفرعونية من أعمدة وتماثيل ونقوش ورسومات لا تزال حية على جدران المعبد، ويضم المسجد بقايا كنيسة قبطية قديمة طمرت تحت مبنى المسجد الذي يرتفع فوق سطح أرض المعبد بأكثر من 10 أمتار، ومدخله الرئيسى يقع بالجهة الغربية جرت له عمارات كثيرة فى العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية والحديثة.

أكد الدكتور سلامة حامد، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بكلية سياحة وفنادق جامعة الأقصر، أن مسجد سيدي أبو الحجاج يعد رمزا من رموز مدينة الأقصر، وهو مسجد على طراز مميز وداخل معبد الأقصر، ومكان مميز لأهالي المحافظة.

مسجد سيدي أبو الحجاج أقدم وأشهر مساجد آل البيت، ويعد ملجأ أهل الأقصر في كل الأوقات، موضحًا أن المسجد قديم جدًا ويعود للعصر الأيوبي لسنة 658 هجريًا.

وأشار إلى أن السيد أبو الحجاج هو يوسف بن عبدالرحيم بن عيسى، ويرجع نسبه إلى الإمام الحسين، وولد في القرن السادس الهجري في بغداد، وتربى في أسرة ميسورة الحال، وكان يعمل في الغزل والنسيج، وبدأ يتعلم بمساجد ومدارس العلم.

ونوه بأنه أقدم وأشهر مساجد آل البيت والصالحين بمدينة الأقصر، موضحًا أن المسجد لم ينشأ في عهد أبو الحجاج، ولكنه كان يتعبد في هذا المكان، وبعد وفاته تم عمل قبة وبجانبها مصلى، وبعدها تم إنشاء المسجد داخل معبد الأقصر، وبعد وفاته بدأ أولاده ببناء قبة في المكان، ومن ثم استكماله بالبناء الكامل على الطراز المميز.

وأشار أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بكلية سياحة وفنادق جامعة الأقصر، إلى أن مسجد سيدي أبو الحجاج في مدينة الأقصر له تصميم معماري رائع وتواجده داخل معبد الأقصر يعطي له روحانيات كبيرة جدًا.

انا ما يربطنا بمصر ليس مجرد ارض نعيش فيها وانما هى حالة من العشق تجعل هواها يجرى فى دمائنا ، تجعلنا عندما ينطق اسمها تتهاوى دموعنا فخرا بالانتماء اليها، فمصر هى شمس الاقمار فى ليل بدرها، وقمر الشموس فى دفئ حضنها، يا سألى عن بلادى، ان لى وطن يجرى هواه دماء فى شراينى، لو قيل مصر تهاوت دمعتى شجنآ وقولت يا ارضها السمراء ضمنى، يا موطنى ما توارى الحلم فى خلدى ولا الليالى ولا الايام تنسينى، صوت المقاهى وفى المذياع اغنية لكوكب الشرق بالالحان تشجنى، ذكرى الطفولة اذ قالت معلمتى ارسم بلادك فى فن وتلوينى، وجدتني دون وعى قد رسمت لها بيتا واهلا وحطنا كان يأوينى، رسمت بيتا لها سميته وطنى يحط به غصن صفصاف وزيتونى، رسمت مصر تعير الليل شمعتها وتطعم الشمس خبزا للمساكينى، رسمت مصر عروسا ليل فرحتها تزفها الارض فى ابهى الفساتينى، قالت معلمتى من أنت، قلت لها انا ابن مصر وهذا الفخر يكفنى .

الوطن هو مصدر العزة والرفعة والملجأ لابنائه والمكان الذى يعطى الاحساس بالأمان والاستقرار والطمأنينة والسكينة ، وهو الذى يرفع قيمة مواطنيه ويحافظ علي كرامتهم وهو الذى يجمع الأهل والأحبة والأقارب والاصدقاء وهو البيت الكبير الذى يتسع للجميع وهو الكيان الذى ينتمى اليه ويعتبره اساس بداياته ونهايته وهو الحضن الذى يضم ابناءه ويحتويهم وهو المستقر والأمان فهو أغلى ما فى الوجود وهو المكان الذى تظل الروح تهفو اليه مهما ابتعدت عنه ويظل الفؤاد يهوى إليه مهما شعر فيه بالحزن والألم، فمن كان بلا وطن حرم من تلك المشاعر الفياضة والحنين الى نبت الارض التى ولد وتربى فيها .

رسالة من مواطن يمنى ضاعت بلاده بين بنى وطنه من الشمال الى الجنوب الى الحوثيين ويخاطب من تبقى له وطن فى زماننا هذا ويفرط فيه بالرسالة التالية :- " دمرت بلادنا ويتم أطفالنا وشرد أهلنا وصرنا ما بين نازح ولاجئى وفقير وجائع ومريض وضائع نستجدى اللقمة والعون من الصاحب والجار فماذا تنتظرون، استعبدنا ونحن الأحرار وقتل منا الشرفاء والأخيار واعتقل وسجن وخفى كل بطل صمصام مغوار فماذا تنتظرون، قطعت رواتبنا واغلقت مدارسنا وفجرت مساجدنا وانتهكت اعراضنا وشتت شملنا وصودرت اموالنا وجفت منابع ارزاقنا وتاجر بارواحنا ودمائنا ومعناتنا سماسرة الحروب والتجار فماذا تنتظرون، ألم تهتز ضمائركم لعويل الثكالا فى مخيمات الجوع، أو لأمرأة تبكى على صغيرها الذى اغتالته الصواريخ فى خيمة التهجير الإجباري، ألم ترق قلوبكم لصرخ طفل قطعت امعائة من شدة الجوع والعطش، ألم تشتاقتوا لدياركم، اذا على ماذا تختلفون على بقايا وطن لم تنجدوه حين أستنجد بكم وعلى وطن لم تغيثوه حين استغاث بكم ولم تجروه حين استجار بكم، على ماذا تتهافتون على اطلال بلد ضيعته الضغائن والاحقاد فتسيده دونكم غلمان اوغاد، أم على وطن لم تملكوا منه الآن سوى وثيقة سفر أغلقت دونه كل الموانئ والمنافذ والمطارات، فما اعليتم من شأنه لكى يعلى من شأنكم، فماذا تبقى لكم لكى تختلفوا عليه، جميعكم منفى ومشرد ولاجئى، نفيت وسلبت حريتك وتم اقصائك وفجر مسجدك ومنزلك وصادر مالك وحقك وقتل اخاك واهان كرامتك وهجرك عن وطنك واستعبدك واسكنك الخيام واذلك واغتال مستقبلك، على ماذا الاختلاف على المناصب والكراسى، فما جدوى ان تكون وزيرا بلا وزارة ومحافظآ بلا محافظة ومدير بلا أدارة وشيخآ بلا مشيخة ولا قبيلة وعميدا لا يعتمد عليك ولواء بلا لواء يتأمر بأمرك، ما جدوى ان تمتلك كل شئ وانت لا تمتلك نفسك ولا قرارك، ما جدوى وجودك فى الحياة وأنت بلا وطن، فكل المكاسب والمناصب لا تساوى قطرة دمآ نزفها شهيد او جريح من آجل الوطن، كل كنوز الدنيا لا تعادل ساعة ذل تقضيها خارج وطنك، فماذا تنتظرون لتوحدوا صفوفكم، يا ابناء الوطن يا اخوة الدين والدم والارض والتهجير والشتات والغربة والظلم والمعاناة والذل والحاجه دعوا عنكم شياطين الفرقة وكما اضعنا الوطن، علينا استرداده بالخنادق والتضحية فى سبيلة، اعتبروا من أمسكم وحاضركم لتعبروا الى المستقبل، فالعصى تأبى التكسر أن اجتمعنا ويتكسرن اذا افترقنا، فماذا تنتظرون، لن يحرر الأخرين وطنكم، فأنتم تحلمون اذآ وكأنما تلهثون وراء سراب يحسبها الظامئون ماء، فما حك جلدك مثل ظفرك، فالأوطان تحرر بالابناء وبالدماء المقدسة التى تسيل لاستعادته. 

الوطن ليس كلمة، الوطن ليس بيت شعر، الوطن ليس أغنية، الوطن ليس شعارات تتردد فى الاحتفالات والمناسبات، انما نسمات الروح التى يتغذى بها الانسان، ويشعر بقيمته بين شعوب الارض، الوطن هو الشمس التى تشرق عندما تتلبد السماء بالغيوم، الوطن هو ضوء القمر فى عتمة الليل، الوطن هو الحنين لترابه، الوطن هو القيم والمثل العليا، الوطن هو ما لا نستطيع وصفه او ذكره وانما هو ما يكون بقلوبنا ومن شدة فخرنا به لا نستطيع أن نعبر عن كل ما يدور بقلوبنا تجاهه، الوطن هو مصدر العزة والرفعة والملجأ لابنائه والمكان الذى يعطى الاحساس بالأمان والاستقرار والطمأنينة والسكينة، وهو الذى يرفع قيمة مواطنيه ويحافظ علي كرامتهم وهو الذى يجمع الأهل والأحبة والأقارب والاصدقاء وهو البيت الكبير الذى يتسع للجميع وهو الكيان الذى ينتمى اليه ويعتبره اساس بداياته ونهايته وهو الحضن الذى يضم ابناءه ويحتويهم وهو المستقر والأمان فهو أغلى ما فى الوجود وهو المكان الذى تظل الروح تهفو اليه مهما ابتعدت عنه ويظل الفؤاد يهوى إليه مهما شعر فيه بالحزن والألم فمن كان بلا وطن حرم من تلك المشاعر الفياضة والحنين الى نبت الارض التى ولد وتربى فيها .

حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها، ليلها ونهارها، أرضها وسمائها، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع.