تأخير إخراج زكاة الفطر: رؤية دار الإفتاء لتوقيت أدائها وعدم تجاوز موعد صلاة العيد

في توضيح إعلامي مفصل، تناولت دار الإفتاء حكم تأخير إخراج زكاة الفطر، مؤكدة جواز إخراجها حتى غروب شمس يوم العيد

السبت 29 مارس 2025 | 01:00 مساءً
دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية
كتب : أمنية محمد السيد

أصدرت دار الإفتاء بياناً مفصلاً في أحد أيام الأسبوع، تناول فيه سؤالًا طرحه أحد المواطنين حول حكم تأخير إخراج زكاة الفطر عن صلاة العيد أو يومه، وأوضحت بأن زكاة الفطر هي فريضة شرعية سببتها فرحة الفطر بعد صيام شهر رمضان المبارك، وقد فرضت في السنة الثانية للهجرة. 

الزكاة تُعد زكاة أبدان وليست زكاة مال

وأكد البيان أن هذه الزكاة تُعد زكاة أبدان وليست زكاة مال، مما يميزها عن غيرها من الصدقات المفروضة في الإسلام.

استندت دار الإفتاء في بيانها إلى حديث نبوي شريف رواه الصحابي ابن عمر رضي الله عنهما، حيث قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زكاة الفطر من رمضان على الناس: صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على كل حر وعبد، ذكر وأنثى من المسلمين"، وهو الحديث الذي اعتمدته مذاهب إسلامية عدة في تحديد وجوب هذه الفريضة على كل مسلم ومسلمة سواء كانوا بالغين أو صغارًا، وقد أوضحت الدار أن الزكاة تُخرج عن الفرد نفسه وعن من يعول، كما يمكن للزوجة أداءها عن نفسها أو إخراجها عنها زوجها.

وفي بيانها، تناولت دار الإفتاء أهمية زكاة الفطر في تطهير الصائم من اللغو والرفث، كما أنها تُعد طعمة للمساكين، مشيرة إلى حديث نبوي آخر رواه أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما، حيث أوضح النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أداء زكاة الفطر قبل صلاة العيد يجعلها زكاة مقبولة، أما إذا تم أداؤها بعد الصلاة فتصنف كصدقة من الصدقات.

وعن مسألة توقيت أداء الزكاة، أوضحت دار الإفتاء أن هناك خلافاً بين مذاهب الفقه الإسلامي، إذ يرى الشافعية والحنابلة وبعض المالكية أن الزكاة تجب عند غروب شمس آخر يوم من رمضان، بينما يميل التيار المالكي الآخر إلى اعتبار طلوع فجر يوم العيد وقتاً مناسباً لأدائها. وأكدت الدار أن الرأي الراجح لدى جمهور العلماء هو جواز إخراجها إلى غروب شمس يوم العيد، وهو ما يتماشى مع السنة النبوية التي تحث على تقديمها وعدم تأخيرها عن يوم العيد.

كما شددت دار الإفتاء على ضرورة عدم تأخير إخراج زكاة الفطر عن يوم العيد، حيث يعتبر ذلك تأخيرًا غير مبرر يُخالف السنة النبوية، مما يستدعي قضاؤها في حال حدوث ذلك التأخير. 

وأوضحت الدار أن التأخير عن موعد صلاة العيد لا يوجب ترك الزكاة أو اعتبارها باطلة، بل يجب على المسلم أن يقضي الزكاة بأسرع وقت ممكن لضمان قبولها وتحقيق فائدة الفقراء والمساكين.

وفي الختام، تؤكد دار الإفتاء على أهمية الالتزام بتوقيت إخراج زكاة الفطر لما له من آثار إيجابية على نفوس الصائمين، حيث يُعد هذا الفعل تطهيرًا للروح ومشاركة في فرحة العيد، ويُعتبر دعمًا للمحتاجين وتعبيرًا عن التكافل الاجتماعي الذي يحث عليه الإسلام. 

ويُنصح المسلمون بالتخطيط المسبق لأداء هذه الفريضة، وذلك وفقًا للتوجيهات الشرعية المعتمدة لدى جمهور العلماء، حفاظًا على صحة الدين ومظهر الوحدة الاجتماعية في المجتمع الإسلامي.

اقرأ أيضا