وكيل الأزهر: رسالة الأزهر عالمية تحمل نور الإسلام للعالم أجمع

الجمعة 07 مارس 2025 | 03:31 مساءً
كتب : محمود عبد الرحمن

أكد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، أن الأزهر الشريف يمثل منحة ربانية عظيمة أنعم الله بها على الأمة الإسلامية، ليعبر عن روح الإسلام الحقيقية، وينشر أنوار الوحي في أرجاء العالم، مقدّمًا نموذجًا فريدًا للوسطية التي لا تعرف الإفراط أو التفريط، ولا تقبل الغلو أو التهاون.

ذكرى تأسيس الجامع الأزهر 

 وأوضح أن احتفالنا اليوم بذكرى تأسيس الأزهر يعكس الدور الريادي لهذه المؤسسة العريقة، التي أنارت ربوع مصر، وترسّخت مكانتها العلمية عالميًا، حتى غدت قبلة للعلماء، ومصدرًا للأمن والاستقرار، ومرجعًا لهداية القلوب واستنارة العقول.

وفي كلمته خلال احتفالية مرور 1085 عامًا على تأسيس الجامع الأزهر، أشار وكيل الأزهر إلى أن الأزهر نشأ ليكون منارة للعلم وقبلة للطلاب، حيث تلقى فيه الملوك والسلاطين علومهم، وتخرّج من معاهده الرؤساء والوزراء والسفراء من مختلف أنحاء العالم.

 كما كان الأزهر على مر العصور منبرًا للثورات وملاذًا للمقاومة، حيث قاد علماؤه وطلابه مسيرة التصدي للطغيان، وساهموا في تحطيم أحلام الغزاة، دون أن يحيدوا عن رسالتهم أو يسعوا وراء مكاسب دنيوية.

وأضاف الدكتور الضويني أن منهج الأزهر الشريف قائم على العقل والبصيرة والإدراك العميق لواجب الوقت، وهو المسار الذي سار عليه مشايخ الأزهر وعلماؤه عبر التاريخ.

 وشدد على أن الأزهر لم يكن يومًا بمعزل عن التحديات التي واجهت الأمة، بل كان دائمًا في قلب الأحداث، متسلحًا بالوعي والإدراك، وعازفًا عن الاستغراق في الماضي على حساب الحاضر والمستقبل.

 الشخصية الأزهرية تقوم على التوازن

وأوضح وكيل الأزهر أن الشخصية الأزهرية تقوم على التوازن بين متطلبات الجسد والروح، إذ تجمع بين المعارف الدينية والدنيوية، وتغذي القلب بالإيمان والعقل بالفكر، ساعيةً إلى إصلاح الدنيا والآخرة معًا. 

وتابع: وهذا ما جعل الأزهر يحتضن تخصصات متنوعة، بدءًا من العلوم الشرعية والفلسفة وصولًا إلى الطب والهندسة والزراعة والعلوم التجريبية، في إطار تكامل معرفي يعكس شمولية الرسالة الإسلامية.

وأشار الدكتور الضويني إلى أن الأزهر يحمل مسؤولية نشر السلام العالمي والمساواة والعدالة، ويرى أن التجديد ضرورة في كل زمان ومكان، انطلاقًا من نصوص الشريعة والتاريخ الإسلامي. 

 أهمية التعايش المشترك

كما شدد على أهمية التعايش المشترك، وهو المبدأ الذي أرساه الإسلام عمليًا عبر حضارته، وأكده الأزهر من خلال مبادرات مثل "بيت العائلة المصرية"، التي تعزز روح الإخاء بين أبناء المجتمع الواحد.

وفي مواجهة الفكر المتطرف، أكد وكيل الأزهر أن الأزهر يقف حائط صد منيعًا ضد كل من يحاول الربط بين الدين والإرهاب، محذرًا الشباب من الانسياق وراء دعوات الغلو والإلحاد، التي تهدد الهوية الإسلامية وتعبث بالثوابت.

 وأوضح أن الأزهر لم يكتفِ بإصدار البيانات، بل اقتحم الفضاء الإلكتروني ليكون قريبًا من الشباب، مقدمًا لهم الفهم الصحيح للدين بعيدًا عن التشدد أو الانحراف.

كما نوه الدكتور الضويني إلى خطورة الفتاوى العبثية والفوضى العلمية التي تضلل الناس، مؤكدًا أن الأزهر تصدى لها عبر التأصيل والتدريب وإنشاء المراكز المتخصصة، مثل مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، الذي يعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر الفهم الصحيح للإسلام.

وأكد وكيل الأزهر أن رسالة الأزهر عالمية، تحمل نور الإسلام إلى البشرية جمعاء، وأنه لولا الأزهر وعلماؤه، لضاعت معالم الشريعة. 

كما شدد على الدور المحوري الذي يلعبه الأزهر في تعزيز التسامح والتآخي، ومحاربة الطائفية والمشاريع الهدامة التي تسعى لتفتيت وحدة الأمة.

وفي ختام كلمته، دعا الدكتور الضويني قادة العالم الإسلامي وعلماءه ومؤسساته الثقافية والإعلامية إلى دعم الأزهر الشريف في جهوده ومساعيه، ليظل الحصن المنيع للأمة الإسلامية، والمدافع عن قيم الإسلام السمحة، والعامل على نشر الخير والصلاح في ربوع العالم.

اقرأ أيضا