الذكرى الـ113 لأول غارة جوية في التاريخ.. كيف غيرت الطائرات الحربية ملامح الحروب؟

الاربعاء 05 مارس 2025 | 01:16 مساءً
صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه
كتب : عامر عبدالرحمن

تحل اليوم الذكرى الـ113 على أول استخدام للطائرات الحربية في العمليات العسكرية، عندما شنت القوات الإيطالية غارات جوية على الجيش العثماني في شمال إفريقيا، وذلك في 5 مارس 1912، خلال الحرب الإيطالية-التركية (1911-1912).

البداية اختراق للاتفاقيات الدولية

على الرغم من أن مؤتمر لاهاي للسلام كان قد حظر إسقاط المتفجرات من المناطيد أو أي وسائل مشابهة، فإن إيطاليا كانت أول دولة تستخدم الطائرات في كل من الاستطلاع والقصف الجوي ضد القوات العثمانية في ليبيا، دون أن يتمكن الأتراك من الرد على هذا التطور العسكري الجديد، وفقًا لما ورد في كتاب "جنرالات الشرق.. دور العسكريين الأجانب في العالم العربي بين الحربين" للكاتب سمير عطا الله.

القائد الذي قاد أولى الهجمات الجوية

كان القائد الإيطالي جوليو دوهه أول من تولى قيادة كتيبة طيران وأول وحدة قاذفات جوية في التاريخ، حيث استخدم سلاح الجو في الحملة العسكرية على ليبيا.

 وقد وثق دوهه خبرته العسكرية في كتيب بعنوان "قواعد استخدام الطائرات في الحروب"، والذي أصبح لاحقًا أحد المراجع الأساسية في تطوير الاستراتيجيات الجوية الحديثة، وفقًا لما ورد في "موسوعة مشاهير العالم – الجزء الثالث".

إيطاليا والصراع على ليبيا

خاضت إيطاليا حربًا استمرت عامين للاستيلاء على الأراضي العثمانية في ليبيا، مستغلة تراجع نفوذ الدولة العثمانية في شمال إفريقيا، الذي كان خاضعًا لتأثير متزايد من فرنسا وبريطانيا. 

وقد دفع القادة العسكريون في روما بفكرة استخدام القوة الجوية كعنصر حاسم في القتال، وهو ما ظهر جليًا خلال العمليات العسكرية، بحسب ما جاء في كتاب "العنف في كل مكان من حولنا" للمؤلف جون سيفتون.

استخدام الطائرات والمناطيد في العمليات القتالية

كانت الطائرات من طراز Taube من أوائل الطائرات المستخدمة في الاستطلاع، حيث قامت القوات الإيطالية باستخدامها لرصد تحركات المجاهدين الليبيين وقادتهم العسكريين من الجيش العثماني، وبحلول عام 1912، تطورت التكتيكات الحربية الإيطالية لتشمل هجمات جوية منسقة مع العمليات البرية، حيث استخدم الإيطاليون كلًا من الطائرات والمناطيد لقصف مواقع العثمانيين في ليبيا.

إرث الحرب الجوية الأولى

شكل هذا الاستخدام المبكر للطائرات الحربية نقطة تحول في تاريخ الحروب، حيث أثبتت العمليات الجوية فعاليتها في ساحات القتال، مما دفع الدول الكبرى لاحقًا إلى تطوير أسلحة جوية متقدمة، ما أدى إلى التحولات الجذرية في استراتيجيات الحروب خلال القرن العشرين.

بهذا الحدث، دخل العالم عصرًا جديدًا من القتال الجوي، حيث أصبحت السماء ميدانًا رئيسيًا للحروب، وهو ما استمر وتطور بشكل متسارع حتى اليوم.

اقرأ أيضا