حكم العادة السرية في نهار رمضان.. أثارت تصريحات الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، جدلًا واسعًا بشأن حكم العادة السرية، خاصة بعدما أكد على تباين آراء الفقهاء حولها، ما دفع العديد إلى البحث عن رأي الشرع في هذه المسألة.
حكم العادة السرية في نهار رمضان
وأكدت دار الإفتاء المصرية أن الاستمناء في نهار رمضان يعدّ من المفطرات، ويجب على من يقع فيه التوبة إلى الله وقضاء هذا اليوم.
بينما أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، أن الحكم الشرعي للعادة السرية محل اختلاف بين الفقهاء، مشيرًا إلى أهمية ضبط المشاعر خلال المراهقة عبر وسائل روحانية كذكر الله والوضوء.
أشار الدكتور علي جمعة إلى أن الفقهاء اختلفوا في الحكم، إذ ذهب الإمامان الشافعي وأبو حنيفة إلى تحريمها، بينما أجازها الإمام أحمد وابن حزم في حالات الضرورة، موضحًا أن الصحابة كذلك اختلفوا حولها.
وأكد أن القاعدة الشرعية تنص على أن "لا يُنكر المختلف فيه ولكن يُنكر المتفق عليه"، بمعنى أن الأمور المحرمة بالإجماع مثل الخمر والمخدرات والانتحار وترك الصلاة يجب إنكارها، بينما الأمور المختلف فيها، مثل العادة السرية وتربية الكلاب ولعب الشطرنج، فهي محل اجتهاد فقهي.
حكم الجماع في نهار رمضان
وكانت دار الإفتاء أوضحت حكم الجماع في نهار رمضان، أن من جامع زوجته في نهار رمضان وهو عالم بحرمة ذلك، وقد نوى الصيام، فقد فسد صومه وعليه القضاء والتوبة إلى الله، كما تلزمه الكفارة، وهي صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فعليه إطعام 60 مسكينًا، أما من لم يكن ينوي الصيام أصلًا أو كان يجهل الحكم، فعليه القضاء فقط دون كفارة.
وفيما يتعلق بمن أفطر أيامًا في شبابه بسبب الجماع ولا يتذكر عددها، أكدت دار الإفتاء أنه ملزم بالقضاء حتى يغلب على ظنه أنه أدى ما عليه، وإن كان غير قادر على الصيام فعليه إخراج الفدية. وأشارت إلى أن الكفارة في هذه الحالة تكون مرة واحدة فقط، حتى لو وقع الجماع في أيام متعددة من رمضان.
أما من جامع أكثر من مرة في يوم واحد، فقد أوضح البيان أن الكفارة لا تتعدد، بل تكفي كفارة واحدة، لأن الجماع الأول هو الذي أفسد الصوم. بينما اختلف الفقهاء بشأن من وقع في الجماع في أيام مختلفة، حيث يرى البعض أن عليه كفارة لكل يوم، بينما رجح الرأي المختار للفتوى أن الكفارة واحدة، بشرط عدم تكرار الجماع بعد إخراجها، وإلا وجبت كفارة جديدة.
وشددت دار الإفتاء على أن من لا يتذكر عدد الأيام التي أفطرها، عليه القضاء حتى يطمئن إلى براءة ذمته، لأن الأصل أنه مخاطب بأداء ما عليه، وأكدت أن الفدية لا تجزئ إلا لمن عجز عن الصيام تمامًا.