وجهت إحدى الفتيات سؤالًا إلى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، حول طبيعة العلاقة بين الشباب والفتيات في مرحلة المراهقة، حيث تساءلت: "إذا كان هناك شاب وفتاة مرتبطان عاطفيًا في هذه المرحلة، وأهلهما على علم بذلك، لكنهما لا يتجاوزان الحدود، وقررا الانفصال عاطفيًا مع بقائهما أصدقاء مقربين، فهل هذا حرام؟"
وفي إجابته خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، أوضح الدكتور علي جمعة أن العلاقات بين الشباب والفتيات في إطار الصداقة البريئة ليست أمرًا مستحدثًا، فقد كانت الصحابيات يتعاملن مع الصحابة بوضوح واحترام دون الدخول في هذه الدوائر المعقدة التي نعيشها اليوم.
وفي سؤال آخر طرحته فتاة حول مدى مسؤولية المراهق عن أخطائه، وهل يحاسب بنفس درجة الشخص البالغ العاقل؟ استشهد الدكتور علي جمعة بالآية الكريمة "ذلك مبلغهم من العلم"، موضحًا أن الله تعالى يحاسب الإنسان وفقًا لإدراكه وعلمه، ولا يظلم أحدًا، فالمحاسبة تكون على قدر وعي الشخص وإدراكه للأمور.
أما عن كيفية مواجهة الأفكار السلبية والوساوس من خلال الدين، فقد نصح الدكتور علي جمعة الشباب والفتيات بالإكثار من ذكر الله، مؤكدًا أن الذكر هو الحصن الذي يحمي الإنسان من وساوس الشيطان وتأثير الأفكار السلبية.
وفيما يتعلق بالتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، أكد الدكتور علي جمعة أن الإسلام يحث على الاعتدال في كل شيء، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"، وكذلك بحديث النبي ﷺ حين مر بسيدنا سعد بن أبي وقاص، فرآه يستخدم الماء بكثرة في الوضوء، فقال له: "ما هذا السرف يا سعد؟" فقال: "أفي الوضوء سرف؟" فرد النبي ﷺ: "نعم، ولو كنت على نهر جار".
وأوضح أن الإسراف مرفوض في كل شيء، بما في ذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مشددًا على أهمية استخدامها بشكل مفيد وعدم الانشغال بها لدرجة التعلق الزائد.
وأكد على ضرورة أن يكون الإنسان متحكمًا في استخدامها بحيث تكون في يده لا في قلبه، مستشهدًا بدعاء الصالحين: "اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا".