في رمضان لا تقتصر المتعة على الدراما فقط، بل تمتد إلى برامج المسابقات التي كانت ولا تزال جزء من طقوس الشهر الكريم.
في فترة التسعينيات لمع عدد من البرامج التي جمعت بين البساطة والإبداع، مثل فكر ثواني واكسب دقايق وحكاوي القهاوي، بينما تطورت المسابقات في 2025 لتأخذ طابع مختلف، حيث أصبحت الجوائز أكبر والمنافسة أشد، مع دخول نجوم كبار مثل محمد رمضان ورامز جلال إلى الساحة فكيف تغيرت هذه البرامج على مر السنين؟
نجوى إبراهيم وفكر ثواني واكسب دقايق برنامج جمع الشارع المصري
في عام 1994 قررت الإعلامية نجوى إبراهيم أن تكسر جمود الاستوديوهات وتخرج إلى الشارع ببرنامجها فكر ثواني واكسب دقايق، البرنامج كانت فكرته بسيطة ولكنها جذابة، يجيب المتسابق على سؤال ليفوز بعدد من الدقائق يشاهد خلالها ما يريد، سواء كان مشهد من فيلم أو أغنية.
حقق البرنامج نجاح استثنائي وأصبحت حلقاته جزءًا من ذاكرة الجمهور خاصة تلك التي التقت فيها نجوى إبراهيم بـ"مطرب المترو" سيد أنور، أو عندما طلب أحد الشباب لقاء الفنان يحيى الفخراني وحقق البرنامج له أمنيته، وعلى مدار ستة مواسم، ظل البرنامج واحد من أكثر برامج رمضان شعبية.
حكاوي القهاوي.. عندما كانت القهوة مسرح للحكايات
"القهوة عالم بحاله قايم.. فيه اللي قاعد جنب اللي هايم" بهذه الكلمات انطلق برنامج حكاوي القهاوي الذي قدمته سامية الإتربي في أوائل التسعينيات بفكرة غير مسبوقة، كانت "الإتربي" تترك الاستوديو لتجلس وسط البسطاء في المقاهي الشعبية، وتحاور أصحاب المهن المختلفة من "السمكري" إلى "بائع البطاطا".
لم يكن البرنامج مجرد مسابقات بل كان توثيق للحياة اليومية، ورغم مرور سنوات ما زالت حلقاته محفورة في ذاكرة المصريين، خاصة بصوت سامية الإتربي وهي تختتم كل حلقة بعبارتها الشهيرة "إذا كنت هاوي وإذا كنت غاوي وإذا كنت ناوي تشوف وتسمع عن القهاوي.. قرب وجرب ولو حكاية من حكاوي القهاوي."
كلام من دهب.. جنيه دهب الذي أشعل الشارع المصري
في عام 1990 خرج الإعلامي طارق علام إلى الشارع ببرنامج كلام من دهب، حيث يطرح أسئلة عامة على الناس والجائزة كانت "جنيه دهب"، البرنامج استمر حتى 2004، وحقق نجاح كبير داخل وخارج مصر، وأصبح علامة مميزة في برامج رمضان، بينما بات الجمهور يحفظ عن ظهر قلب أغنية تتر البرنامج"كان الكلام من فضة دلوقتي أصبح دهب خليك معانا اليوم ده هتلاقي عجب العجب ".
برامج المسابقات في 2025.. الفلوس تتصدر المشهد
بعد مرور سنوات طويلة تغيرت طبيعة مسابقات رمضان بشكل كبير ولم تعد البرامج تعتمد فقط على التفاعل العفوي مع الجمهور، بل أصبحت تُدار كعروض ضخمة بميزانيات ضخمة يشارك فيها نجوم كبار.
مدفع رمضان.. محمد رمضان بيوزع ملايين
في برنامج" مدفع رمضان" قرر الفنان محمد رمضان أن يجوب المحافظات ويوزع الجوائز المالية، ليحقق أحلام المشاركين، ففي أولى حلقاته فاز شخص في محطة مصر بـ100 ألف جنيه فقط لأنه كان يمسك هاتف بدون كاميرا وفي نفس الحلقة تحقق حلم فائز برحلة حج، بينما حصل آخر على 200 ألف جنيه في لعبة الأرقام.
رامز إيلون مصر.. المسابقات تدخل عالم المقالب
في مفاجأة لمتابعيه أطلق رامز جلال في برنامجه "رامز إيلون مصر" مسابقة تفاعلية، حيث طرح سؤال على الجمهور عن "لون شراب أحمد العوضي"، والفائزون يحصلون يومياً على 300 ألف جنيه.
مسابقة إش إش.. مي عمر تنافس في مسابقات الجوائز
لم تقتصر المسابقات على البرامج فقط بل دخلت حتى في المسلسلات، وأعلنت الفنانة مي عمر عن مسابقة تخص مسلسلها" إش إش" حيث يربح 15 فائزاً 20 ألف جنيه إذا أجابوا عن عدد مرات تكرار كلمة "أنا" في أغنية "حارق ناس كتير".
من النوستالجيا إلى المنافسة على الملايين
بينما كانت مسابقات رمضان قديماً تعتمد على التفاعل الطبيعي مع الناس في الشارع، أصبحت اليوم أكثر تنظيم وبجوائز مالية ضخمة، وأحياناً بتوظيف النجوم لضمان الانتشار الواسع، وهنا يبقى السؤال، هل فقدت هذه البرامج سحرها البسيط، أم أنها تطورت لتواكب العصر؟.