أكدت النائبة أميرة صابر، أمين سر لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، أن سعي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للوصول إلى اتفاق سلام يعود إلى رغبته في أن يُعتبر "صانع سلام عالمي"، لكنها أضافت أن هذا الاتفاق لا يبدو مدروساً بما يكفي وأنه يحمل في طياته تداعيات كبيرة على العلاقات الدولية، خاصة في ظل الظروف الحالية.
برلمانية: التصرفات الأمريكية الأخيرة تكشف استراتيجيات القوة على حساب المنطق
ورأت صابر أن التصرفات التي ظهرت في اللقاءات الأخيرة بين ترامب والمسؤولين كانت غير لائقة وأظهرت تحكم منطق القوة في السياسة الدولية، مما يهدد استقرار المنطقة والعالم.
وأشارت النائبة أميرة صابر إلى أن سعي ترامب لتحقيق اتفاقات سلام يبدو موجهًا بشكل شخصي لتحقيق صفة "صانع السلام"، وهو ما يتناقض مع حقيقة تعامله مع القضايا الحساسة على الساحة الدولية. وقالت إن اتفاقات ترامب تبدو "غير موزونة" و"غير مدروسة بشكل كافٍ"، حيث يظهر من خلال المعاملات الدبلوماسية الحديثة نوع من التحدي والتعالي الذي كان غائبًا عن الدبلوماسية العالمية التقليدية.
وأوضحت في تصريحات خاصة لموقع "بلدنا اليوم", أن التصرفات غير اللائقة التي قامت بها الولايات المتحدة، بقيادة ترامب وجيت فانس، تشير إلى اعتماد منطق القوة قبل أي منطق عقلاني في التعامل مع القضايا الدولية.
وأضافت صابر أن الموقف الأوروبي الذي شهد دعماً واسعاً لـ "سل سكيب" بعد اللقاء يشير إلى نقطة هامة تتعلق بمستقبل العلاقات الأوروبية الأمريكية. هذا الدعم الأوروبي الواسع يبرز بداية تشكيل علاقات دولية جديدة قد تتغير بها موازين القوى في المستقبل، مما قد يصعب الوضع بالنسبة لأوكرانيا والعديد من الدول الأخرى التي قد تواجه تبعات ذلك في الأيام المقبلة.
وأما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فصابر ترى أنه من المبكر تحديد التأثيرات المستقبلية، لكن من المؤكد أن المواقف الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية ستتأثر بالتغيرات في الساحة الدولية.
وتشير النائبة إلى أن هناك صلة واضحة بين هذه التحولات وبين الصراعات في أوكرانيا، خاصة مع تزايد الحديث حول استخدام المعادن هناك. في هذا السياق، نبهت إلى أن استخدام المعادن في أوكرانيا قد يُعد بمثابة إعادة إنتاج للاستعمار، حيث يتعرض الشعب الأوكراني للضغط من أجل استغلال مواردهم بشكل يخدم القوى الكبرى.
وإن ما شهدته الدبلوماسية الدولية في الفترة الأخيرة من تحولات كبيرة ينبئ بتغيرات جذرية في العلاقات الدولية بين الدول الكبرى.
وتلك التحولات قد تؤثر على قضايا عالمية حساسة مثل القضية الفلسطينية، الصراع في أوكرانيا، وأيضًا إعادة تشكيل تحالفات دولية جديدة. تبقى الأيام القادمة مليئة بالتحديات التي قد تقود إلى إعادة صياغة الأنظمة السياسية على مستوى العالم.