ألقى الملياردير إيلون ماسك كلمة بارزة خلال الاجتماع الأول لمجلس الوزراء الأمريكي، رغم أنه ليس عضوًا رسميًا فيه، مما أثار تفاعلاً كبيرًا بين الحاضرين، وبين تأكيدات على دعم الرئيس دونالد ترامب وتحذيرات من إفلاس الولايات المتحدة، أضفى ماسك طابعًا دراماتيكيًا على الحدث، مع تركيز واضح على تقليص التكاليف الحكومية عبر مشروعه "دوج".
تستعرض بلدنا اليوم" أبرز تصريحات ماسك، ردود أفعال الإدارة، والتداعيات المحتملة لهذه الخطوة على الموظفين الفيدراليين والاقتصاد الأمريكي، في التقرير التالي:
ترامب يمنح ماسك الضوء الأخضر
كشف ماسك أن الرئيس ترامب سمح له بإرسال رسائل بريد إلكتروني للموظفين الفيدراليين الأسبوع الماضي، وذلك بعد استشارته مباشرة، وأوضح ماسك أن الردود التي تلقاها حتى الآن كانت "جزئية"، مما يشير إلى استمرار الجهود لتحقيق أهدافه، وتؤكد هذه الخطوة الثقة الكبيرة التي يوليها ترامب لماسك، ويبدو أنه يتولى دورًا استشاريًا غير تقليدي في الإدارة.
خطاب ماسك: تحذير من الإفلاس وضرورة التغيير
أشار ماسك خلال كلمته في الاجتماع إلى رسالة واضحة مفادها أن خفض التكاليف ليس خيارًا بل ضرورة قصوى لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي، مؤكدًا أن البلاد تواجه خطر الإفلاس إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية، مشيرًا إلى أن هذا هو الدافع وراء مشاركته النشطة رغم الانتقادات الحادة والتهديدات التي يتلقاها، وقال: "أنا هنا لأن الأمر يتعلق بمستقبل أمريكا، وليس لأي غرض شخصي."
دور "دوج" في إصلاح الأنظمة الحكومية
بالإضافة إلى ذلك، وصف ماسك نفسه بـ"المساعد التقني"، مشيدًا بجهود مشروع "دوج" في تحسين الأنظمة الحكومية، وأشار إلى أن العمل لن يكون خاليًا من الأخطاء، لكنه تعهد بمعالجة أي خلل بسرعة، و أقر ماسك بحادثة إلغاء الحماية من الإيبولا عن طريق الخطأ كمثال، لكنه أكد أن الوضع عولج فورًا دون انقطاع في الخدمات، وأضاف: "نحتاج إلى سرعة فائقة لتحقيق هدف تقليص العجز بتريليون دولار بحلول 2026، أي توفير 4 مليارات دولار يوميًا."
تفاعل مجلس الوزراء: دعم وتعليقات ساخرة
وفي السياق ذاته، وجه سؤال لأعضاء مجلس الوزراء حول رضاهم عن أداء ماسك، بعد دقائق من الاجتماع، وبينما بدأ ماسك في الرد، تدخل ترامب مازحًا بأنه قد يفضل سماع آرائهم أولاً، مضيفًا: "من لا يوافقني الرأي قد يجد نفسه خارجًا!"، ما أثار ضحكات وتصفيق الحاضرين، وأشاد ترامب بماسك، مؤكدًا أن أعضاء المجلس لا يكنون له الاحترام فحسب، بل هم "مسرورون جدًا" بوجوده.
ماسك يرد الجميل: ترامب يقود أفضل حكومة
من جانبه، لم يبخل ماسك بالثناء على ترامب، معتبرًا أن الرئيس شكل "أفضل حكومة في التاريخ"، مؤكدًا أن مديحه ليس مجاملة فارغة، بل انعكاس لتقديره الحقيقي لجهود الإدارة، ويعد هذا التبادل بين الطرفين بمثابة تحالفًا قويًا قد يشكل ملامح السياسة الاقتصادية في الفترة المقبلة.
رسائل تحذيرية جديدة للموظفين الفيدراليين
أعلن ماسك عن خطط لإرسال رسالة بريد إلكتروني جديدة كإنذار نهائي للموظفين الفيدراليين، بعد رسالة سابقة طالب فيها بتقارير عن إنجازاتهم الأسبوعية تحت طائلة الإنهاء، وقال: "نمنح الجميع فرصة عادلة للرد." في المقابل، وصف ترامب الموظفين غير المستجيبين بأنهم "يعيشون في فقاعة"، مشيرًا إلى أن عدم التزامهم قد يكلفهم وظائفهم، وأفاد البيت الأبيض أن أكثر من مليون موظف استجابوا بالفعل، لكن الرسالة أثارت جدلاً، حيث اعتبرتها إدارة الموظفين اختيارية.
تداعيات وتوقعات
يلاحظ أن مشاركة ماسك في الشأن الحكومي تتجاوز دوره التقليدي كرجل أعمال، مع تركيز واضح على إعادة هيكلة النظام الفيدرالي، وبين دعم ترامب وتحذيرات من الإفلاس، يضع ماسك نصب عينيه هدفًا طموحًا لتقليص العجز، لكن التحديات اللوجستية والمعارضة المحتملة قد تعيق هذه الخطط، ومع استمرار هذا التعاون غير المألوف، تظل الأنظار متجهة نحو تأثيره على الاقتصاد الأمريكي في المستقبل القريب.