يستعد المواطنون الألمان للإدلاء بأصواتهم يوم الأحد، الثالث والعشرين من فبراير، في انتخابات برلمانية مبكرة جاءت نتيجة لانهيار الائتلاف الحكومي الحالي، ما دفع المستشار أولاف شولتس إلى اتخاذ قرار بحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة.
ومع اقتراب موعد التصويت، تزداد حدة النقاشات بين المرشحين، حيث يتركز الجدل السياسي على العديد من القضايا الحساسة، وعلى رأسها أوضاع اللاجئين، خصوصًا السوريين.
فكيف ستؤثر التطورات في سوريا، بعد سقوط نظام الأسد، على مستقبل هؤلاء اللاجئين في ألمانيا؟
تباينت مواقف الأحزاب والمرشحين بشأن سياسات اللجوء، إذ يدعو البعض إلى تشديد الإجراءات، بينما يؤكد آخرون ضرورة تبني سياسات اندماج أكثر مرونة، مما يجعل مصير اللاجئين أحد الملفات الأكثر سخونة في هذه الانتخابات.
الهجرة في قلب الانتخابات الألمانية
قال الكاتب الصحفي والمتخصص في الشؤون الأوروبية، أحمد أنور، في حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم، إن الهجرة تلعب دورًا بارزًا في الانتخابات الألمانية، حيث تمثل ورقة رابحة لكل مرشح يسعى لكسب الأصوات، وإن كان كل منهم يتعامل معها بطريقة مختلفة.
مواقف الأحزاب والمرشحين من الهجرة
ولفت إلى أن مرشحة "البديل من أجل ألمانيا"، أليس فايدل، التي تنتمي إلى أقصى اليمين، تعد من أشد المعارضين للهجرة، يليها فريدريش ميرز، الذي أكد أن قراره الأول في حال فوزه في الانتخابات الألمانية 2025 سيكون تشديد قوانين اللجوء.
وأوضح أن المستشار الحالي أولاف شولتس، إلى جانب روبرت هابيك، يأتيان في المرتبة الثانية من حيث السعي لتشديد اللجوء، لكنهما ينتهجان سياسة اندماج تترافق مع فرض إجراءات مشددة على قواعد اللجوء.
مستقبل المهاجرين في ظل سياسات التشديد
وأشار إلى أنه في ظل هذه الإجراءات، وفي حال فوز ميرز، الذي يُعد الأقرب وفقًا لاستطلاعات الرأي، فإن مستقبل العديد من المهاجرين قد يكون غامضًا، خاصة مع رغبته في إلغاء قانون ازدواج الجنسية، ودعوته لإسقاط الجنسية عن أي شخص يرتكب جريمة.
دور الأطباء السوريين في ألمانيا والتحديات المقبلة
وأكد، استنادًا إلى إحصائيات نقابة الأطباء الألمانية، أن هناك 5,758 طبيبًا سوريًا يعملون في ألمانيا حتى نهاية العام الماضي، منهم حوالي 5,000 في المستشفيات، ما يجعلهم أكبر مجموعة من الأطباء الأجانب في البلاد.
وشدد على أن الرابطة الرائدة للأخصائيين الطبيين في ألمانيا تخشى من العواقب المحتملة لهذا الأمر، خاصة أن البلاد بحاجة إلى عمالة ماهرة من الخارج، ومن بينهم سوريون حصلوا على مؤهلاتهم في ألمانيا أو كانوا مؤهلين سابقًا.
وأوضح أن هؤلاء قدموا مساهمة مهمة في الرعاية الصحية، ورحيلهم قد تكون له عواقب ملموسة على النظام الصحي الألماني.
خيارات السوريين في حال فوز شولتس
وأشار إلى أنه في حال فوز شولتس، فسيكون أمام السوريين ثلاثة خيارات، أولها السماح بالبقاء لمن اندمجوا جيدًا في المجتمع الألماني، وعملوا وتعلموا اللغة الألمانية، ووجدوا منزلًا جديدًا هناك.
ثانيها، دعم الراغبين في العودة الطوعية، حيث سيتم توسيع برنامج العودة الفيدرالي لهذا الغرض.
أما ثالثها، فقد أكدت وزيرة الداخلية أن ترحيل المجرمين سيتم في أسرع وقت ممكن، مشيرة إلى أن الخيارات القانونية لذلك قد توسعت بشكل كبير، وسيتم تنفيذها بمجرد أن يسمح الوضع في سوريا بذلك.