قال المحلل السياسي والباحث في قضايا الصراع من مدينة جنين، نزار نزال، إن الخلافات داخل حكومة بنيامين نتنياهو، ليست بالحدة التي قد تعطل صفقة تبادل الأسرى، مشيرًا إلى أن القرار الرئيسي يبقى في يد نتنياهو، رغم بعض الضغوط الداخلية.
تركيبة الحكومة وتأثيرها على القرارات
وأوضح "نزال" في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم" أن نتنياهو أقال وزير الجيش السابق، يوآف جالانت، بسبب مواقفه المعارضة، واستبدله بجِدعون ساعر، الذي تولى وزارة الخارجية، فيما نُقلت بعض الصلاحيات إلى وزارة الدفاع لضمان الولاء السياسي.
وأضاف أن الخلافات داخل الحكومة تظل سطحية، باستثناء بعض الضغوط التي يمارسها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لكنه شدد على أن الأخير يخشى الذهاب إلى انتخابات جديدة، إذ قد لا يتمكن من تجاوز نسبة الحسم، ما يجعله حريصًا على استمرار الحكومة الحالية.
المرحلة الثانية من الحرب وصفقة التبادل
وأشار "نزال" إلى أن نتنياهو غير معني حاليًا بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الحرب، ويفضل التركيز على التمديد الأولي للمفاوضات، دون تقديم تنازلات سياسية كبيرة.
وقال إن "الهندسة السياسية" التي يمارسها نتنياهو في الشرق الأوسط تهدف إلى تحقيق مكاسب دون دفع ثمن سياسي واضح.
دور ترامب في الضغط على إسرائيل
ولفت "نزال" إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لم يضغط يومًا على إسرائيل، بل وفر لها مساحة واسعة للتحرك بحرية، وأكد أن موقف ترامب كان أكثر تشددًا من بعض القوى داخل إسرائيل، حتى إن بعض الشخصيات اليمينية، مثل نفتالي بينيت وسموتريتش، صُدموا من تصريحاته بشأن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
الموقف الأميركي من التصعيد في غزة
وشدد على أن واشنطن لا تمارس ضغوطًا فعلية على تل أبيب، بل تبدو شريكًا في سياساتها، مضيفا أن ترامب أعطى الضوء الأخضر لنتنياهو للتحرك عسكريًا ضد قطاع غزة، محذرًا من تصعيد قد يؤدي إلى تدمير واسع النطاق إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
أكد "نزال"، أن الحكومة الإسرائيلية، رغم ما يبدو من خلافات، تظل متماسكة في قراراتها الجوهرية، خاصة فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى.
كما أن تأثير ترامب المحتمل، في حال عودته إلى السلطة، قد يدفع إسرائيل نحو مواقف أكثر تشددًا، ما يثير التساؤلات حول مستقبل التفاوض ومدى إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي.