أكد الدكتور عمرو أبو النصر، الباحث والمفكر، أن الاشتياق هو المحرك الأساسي لمشاعر الإنسان وتصرفاته، مشيرًا إلى أن هذه العاطفة القوية تلعب دورًا رئيسيًا في اتخاذ القرارات والشعور بالحياة.
وجاءت هذه التصريحات خلال استضافته في برنامج "قلبك مع جمال شعبان"، الذي يقدمه الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب القومي.
الاشتياق يحرك القلوب ويشعل العواطف
أوضح د. عمرو أبو النصر أن الإنسان دائمًا ما ينجذب إلى الأمور التي لا يراها، وأن المشاعر الداخلية هي الدافع الأساسي الذي يحرك الأفراد نحو أهدافهم.
وكما أكد أن الاشتياق ليس مقتصرًا على العلاقات الإنسانية فقط، بل يمتد ليشمل الاشتياق للأماكن، الذكريات، وحتى الطموحات والأحلام التي يسعى الإنسان لتحقيقها.
وأشار إلى أن الاشتياق يولد طاقة داخلية تدفع الإنسان للمضي قدمًا، لافتًا إلى أن هذه المشاعر قد تكون محفزة للنجاح أو قد تتحول إلى عائق نفسي إذا لم يتم التعامل معها بطريقة صحيحة.
الاشتياق وعلاقته بوفاة الرسول ﷺ
في سياق حديثه، أشار د. عمرو أبو النصر إلى أن الاشتياق كان كلمة السر في وفاة النبي محمد ﷺ، مستشهدًا برواية تقول إنه عندما جاء جبريل عليه السلام ومعه ملك الموت إلى الرسول ﷺ، كان سبب وفاته هو اشتياقه إلى لقاء الله سبحانه وتعالى.
وأكد أن هذا الاشتياق الروحي هو أسمى درجات الحب والتعلق بالخالق، مما يعكس قوة العلاقة بين العبد وربه.
الاشتياق بين الروح والعقل
أوضح د. أبو النصر أن هناك فرقًا بين اشتياق الروح واشتياق العقل، حيث إن الروح تشتاق لما هو أبدي ومطلق، بينما العقل قد يكون مشتاقًا لأمور مادية أو مؤقتة.
وأكد أن الإنسان يجب أن يوازن بين الاشتياقات المختلفة في حياته، حتى لا يقع في دوامة الحنين المستمر دون تحقيق أي تقدم حقيقي.
ويُعتبر الاشتياق قوة خفية تؤثر على حياة الإنسان بطرق لا يدركها الكثيرون، فهو الذي يدفعه للحب، النجاح، وحتى للسعي إلى معرفة الله والتقرب إليه.
وكما أن هذه العاطفة تلعب دورًا رئيسيًا في تطور العلاقات البشرية وصياغة القرارات المصيرية.
وفي النهاية، يبقى الاشتياق دافعًا أساسيًا يحرك القلوب والعقول نحو ما تشتاق إليه الأرواح.