الشرطة الإسرائيلية تصادر كتبًا وتعتقل أصحاب مكتبة تعليمية في القدس

الاثنين 10 فبراير 2025 | 02:55 مساءً
مكتبة الكتب التعليمية الشهيرة في القدس
مكتبة الكتب التعليمية الشهيرة في القدس
كتب : محمود أمين فرحان

شنت الشرطة الإسرائيلية، يوم الأحد، حملة مداهمات استهدفت المكتبة التعليمية، إحدى أبرز المكتبات الفلسطينية في القدس، حيث اعتقلت مالكيها محمود منى وابن أخيه أحمد منى، بعد أن استخدمت ترجمة جوجل لفحص محتويات الكتب المعروضة.

وصفت جماعات حقوق الإنسان هذه الاعتقالات بأنها جزء من حملة ممنهجة تستهدف المثقفين الفلسطينيين، ودعت إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين, وفقًا لصحيفة الجارديان

مصادرة الكتب وفرض الرقابة

أظهرت صور متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكوامًا من الكتب ملقاة على الأرض، فيما صادرت الشرطة مجموعة أخرى، من بينها:

الجدار والقطعة للفنان بانكسي

غزة في أزمة للأكاديمي الأمريكي نعوم تشومسكي والباحث الإسرائيلي إيلان بابيه

الحب ينتصر للمخرج والمصور الكندي أفزال هدى

كما فحصت الشرطة نسخة باللغة الإنجليزية من صحيفة هآرتس، والتي تضمنت صورًا للرهائن العائدين، واعتبرتها "مواد تحريضية".

تداعيات المداهمة وردود الأفعال

من المقرر أن يمثل المعتقلان أمام المحكمة في القدس صباح الاثنين، فيما تجمع العشرات من المتظاهرين أمام المبنى تضامنًا معهما، رافعين لافتات كتب عليها: "لا للرقابة، لا لحظر الكتب".

وفي بيان رسمي، استنكرت منظمة بتسيلم الحقوقية هذه الاعتقالات، معتبرة أنها تأتي ضمن حملة تضييق ممنهجة على الحريات الفكرية, وجاء في البيان:

"إن محاولة سحق الشعب الفلسطيني تشمل مضايقة واعتقال المثقفين. محمود وأحمد منى، وهما شخصيتان بارزتان في المشهد الثقافي في القدس، يديران المكتبة التعليمية، التي تعد نقطة التقاء للحوار الثقافي والسياسي. يجب إطلاق سراحهما فورًا ووقف هذه الممارسات القمعية."

تصاعد القيود على الحريات في القدس

تأتي هذه الحملة في سياق تصعيد أوسع ضد المثقفين الفلسطينيين في القدس. ففي العام الماضي، اعتقلت السلطات الباحثة القانونية نادرة شلهوب كيفوركيان، الأستاذة بالجامعة العبرية في القدس، كما شنت حملات اعتقال واستجواب استهدفت مواطنين فلسطينيين داخل إسرائيل بسبب انتقاداتهم العلنية للحرب في غزة.

خلفية عن المكتبة التعليمية

تأسست المكتبة التعليمية قبل عقود، وتعد واحدة من أهم المؤسسات الثقافية في القدس الشرقية. تمتلك ثلاثة فروع، اثنان منها يقعان في شارع صلاح الدين، المركز التجاري الرئيسي للمدينة، والثالث داخل فندق المستعمرة الأمريكية، وهو وجهة بارزة استضافت زعماء عالميين وشخصيات بارزة مثل ميخائيل جورباتشوف، توني بلير، بوب ديلان، أوما ثورمان، وجورجيو أرماني.

تعكس هذه المداهمات نهجًا متزايدًا من التضييق على الحريات الفكرية والثقافية في القدس، ما يثير مخاوف متجددة بشأن تآكل الحقوق المدنية للفلسطينيين في المدينة، وسط دعوات دولية لإنهاء هذه السياسات القمعية.

اقرأ أيضا