سمير أيوب: إنهاء الحرب في أوكرانيا رهين بمفاوضات مباشرة بين موسكو وواشنطن

السبت 08 فبراير 2025 | 05:18 مساءً
الدكتور سمير أيوب
الدكتور سمير أيوب
كتب : بسمة هاني

وسط تصاعد التوترات المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ثقته في أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لديه القدرة على ممارسة ضغوط كافية على نظيره الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب.

وشدد زيلينسكي على أهمية اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لمنع تفاقم الصراع، محذرا من محاولات موسكو إقحام بيلاروسيا في المواجهة، وهي خطوة قد تؤدي إلى توسيع نطاق العمليات العسكرية.

من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده ستسعى، خلال أي مفاوضات محتملة مع أوكرانيا، إلى تحقيق مصالحها الاستراتيجية.

كما أشار إلى أن استمرار الدعم الخارجي لأوكرانيا يشكل عاملا رئيسيا في بقائها، محذرا من أن نفاد الذخائر والتمويل قد يؤدي إلى انهيار موقفها العسكري خلال أسابيع.

رؤية تحليلية للصراع

في هذا السياق، تحدث الدكتور سمير أيوب، الباحث المتخصص في الشؤون الروسية، مؤكدا أن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، سواء القديمة أو الحديثة، بشأن إنهاء الصراع الروسي-الأطلسي على الأراضي الأوكرانية، لم تعد ذات أهمية كبيرة. 

وأوضح أن الحل الوحيد لهذا النزاع لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تفاوض مباشر بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

ولفت أيوب إلى أن الدور الأوروبي تراجع بشكل ملحوظ، إذ لم يعد بإمكان الدول الأوروبية التأثير على مسار الحرب أو التوصل إلى تسوية، نظرا لأن الولايات المتحدة هي الممول الرئيسي لأوكرانيا، سواء في المجال العسكري أو الاقتصادي.

وأضاف أن زيلينسكي، حين يتحدث عن قدرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إنهاء النزاع، يدرك تماما أن أوكرانيا لا تملك خيار الرفض أو القبول، بل إن من يتحكم فعليا في مجريات الأمور هو الطرف الذي يزودها بالسلاح ويمولها ماليا.

وأشار أيوب إلى أن ترامب لم يقدم حتى الآن أي مبادرة واضحة المعالم يمكن لموسكو دراستها واتخاذ موقف منها، لكن في المقابل، هناك إشارات من واشنطن وموسكو على وجود رغبة مشتركة لإنهاء هذا الصراع.

أسئلة جوهرية حول مستقبل المفاوضات

والسؤال المطروح: ما هي النقاط المشتركة التي يمكن أن تشكل أساسا للمفاوضات؟ وهل يمكن أن يشكل تهديد ترامب بوقف المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا عامل ضغط حقيقي؟

وأكد أيوب أن بعض المسؤولين الأمريكيين ألمحوا إلى ضرورة انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما قد يكون مؤشرا على احتمالية سعي واشنطن إلى تغيير القيادة في كييف، خاصة أن روسيا لا تعترف بشرعية زيلينسكي بعد انتهاء ولايته وعدم إجراء انتخابات جديدة.

وشدد أيوب على أن أي حل محتمل يتوقف على مضمون مبادرة ترامب، متسائلا: هل يمكنه تقديم ضمانات لموسكو بعدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو في المستقبل القريب أو البعيد؟ وهل سيكون قادرا على رفع العقوبات المفروضة على روسيا كجزء من أي اتفاق محتمل؟

وأوضح أيوب أن مجرد الحديث عن مبادرات لحل النزاع يعكس فشل حلف الناتو، بقيادة الولايات المتحدة، في تحقيق أهدافه المتمثلة في إضعاف روسيا عسكريا واقتصاديا.

تداعيات الحرب وتأثيرها على موازين القوى

وأشار إلى أن الحرب، التي كانت تهدف أساسا إلى استنزاف الاقتصاد الروسي وإحداث اضطرابات داخلية تضعف القيادة الروسية، أدت إلى نتائج معاكسة تماما.

كما أوضح أن جميع الضغوط التي مارسها الغرب، سواء من خلال الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا، أو عبر التحريض ضد كل من هو موال لروسيا، أو حتى استخدام أساليب إرهابية داخل الأراضي الروسية، لم تنجح في تغيير موقف موسكو.

وأضاف أن العمليات العسكرية الأوكرانية، بما في ذلك التوغل في بعض المناطق، لم تشكل ضغطا حقيقيا على روسيا، بل على العكس، اعتبرتها موسكو استنزافا للقوات الأوكرانية ونقطة ضعف بدلا من أن تكون مصدر قوة.

واختتم أيوب حديثه بالقول إن تصريحات زيلينسكي ليست سوى محاولة لجس نبض الإدارة الأمريكية الجديدة ومعرفة مدى استعدادها لتقديم تنازلات لروسيا لإنهاء النزاع.

وشدد على أن موسكو لن تقبل بأي حل مؤقت، بل تسعى إلى اتفاق شامل بضمانات واضحة، بما في ذلك تخلي أوكرانيا عن بعض المناطق التي ضمتها روسيا، وعدم انسحاب القوات الروسية منها، وهو ما أكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحاته الأخيرة بشأن وقف إطلاق النار.

اقرأ أيضا