ليلة النصف من شعبان.. فضلها وحكم تسميتها بليلة القدر

السبت 08 فبراير 2025 | 10:42 صباحاً
الصلاة
الصلاة
كتب : محمود عبد الرحمن

مع اقتراب ليلة النصف من شعبان، تتزايد التساؤلات حول فضلها وحكم تسميتها بليلة القدر، وحقيقتها، بين تأكيد العلماء على مشروعيتها، وإنكار البعض لها بدعوى البدعة.

 وفى هذا السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع شرعا من تسمية هذه الليلة بـ "ليلة الغفران" أو حتى "ليلة القدر"، موضحة أن هذه التسميات تعكس المعاني الصحيحة المرتبطة بها، إذ تقدر فيها الأرزاق، وترفع فيها الأعمال، ويغفر الله فيها الذنوب. 

 مشروعية ليلة النصف من شعبان 

استدلت دار الإفتاء على فضل هذه الليلة بما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، حيث قالت: "فقدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة، فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء، فقال: يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله! فقلت: وما بى ذلك، ولكنى ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب " (رواه الترمذى وابن ماجه وأحمد).  

الرد على المشككين 

شددت دار الإفتاء على أن إنكار فضل هذه الليلة واعتبارها بدعة هو رأي غير صحيح، مستندة إلى الأحاديث المأثورة وأقوال أئمة المسلمين. 

كما أكدت أن ما استقر عليه عمل الأمة الإسلامية عبر العصور من الاحتفاء بهذه الليلة، هو حجة على من ينكرها، وفقا لقاعدة: "من علم حجة على من لم يعلم". 

 الصيام فى شعبان

وأوضحت الدار أن استحباب الصيام فى شهر شعبان جاء تأكيدا لما ورد عن أسامة بن زيد رضى الله عنه، حيث قال: "قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " (رواه أبو داود والنسائي). 

 أنواع صيام التطوع 

حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيام التطوع لما فيه من أجر عظيم، ومن أبرز أنواعه: 

1. صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان، لما ثبت عن أبى أيوب الأنصارى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر" (رواه الجماعة إلا البخارى والنسائى). 

2. صيام يوم عرفة لغير الحاج، حيث قال النبى صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عرفة يكفر سنتين، سنة ماضية وسنة مقبلة" (رواه مسلم). 

3. الإكثار من صيام شعبان، فقد قالت السيدة عائشة رضى الله عنها: "وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته فى شهر أكثر منه صياما فى شعبان" (رواه البخارى ومسلم). 

4. صيام الأشهر الحرم (ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، رجب). 

5. صيام يومى الإثنين والخميس، فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يحرص على ذلك، كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الإثنين والخميس" (رواه أحمد بسند صحيح). 

6. صيام ثلاثة أيام من كل شهر (الأيام البيض: 13، 14، 15)، كما فى حديث عبد الله بن عمرو رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "صم من كل شهر ثلاثة أيام، فذلك صوم الدهر" (رواه البخارى). 

7. صيام يوم وإفطار يوم، وهو أفضل أنواع الصيام، لقول النبى صلى الله عليه وسلم: "أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يوما ويفطر يوما" (رواه البخاري). 

فضل ليلة النصف من شعبان

ليلة النصف من شعبان لها فضل عظيم، وأحاديث كثيرة تدعم مشروعيتها، رغم إنكار البعض لها، كما أن الصيام فى هذا الشهر من السنن النبوية التي ينبغي الحرص عليها، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. 

اقرأ أيضا