أمر وزير الدفاع الإسرائيلي الجيش بإعداد خطط تتيح للفلسطينيين الراغبين في مغادرة قطاع غزة فرصة الخروج، وذلك في أعقاب تصريح مثير للجدل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اقترح فيه أن تستولي الولايات المتحدة على القطاع وتعيد توطين سكانه في أماكن أخرى، وفقًا لتقرير الجارديان
وأعلن الوزير يسرائيل كاتس أن الخطة ستشمل ترتيبات للخروج عبر البر والبحر والجو، مؤكدًا في منشور عبر منصة X أن "شعب غزة يجب أن يتمتع بحق حرية الحركة والهجرة"، رغم أن المقترح يقتصر على خروج أحادي الاتجاه.
قبل الحرب، كانت القيود الإسرائيلية الصارمة تحدّ بشدة من قدرة الفلسطينيين على السفر دوليًا، ومع تصاعد القتال وامتداد العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى محيط معبر رفح في مايو الماضي، أصبح الخروج من القطاع شبه مستحيل.
ردود فعل غاضبة على تصريحات ترامب
أثار اقتراح ترامب بتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" انتقادات واسعة، إذ حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "أي شكل من أشكال التطهير العرقي يجب تجنّبه"، مشيرًا إلى أن النزوح القسري يُعدّ جريمة ضد الإنسانية بموجب اتفاقيات جنيف، التي وقّعت عليها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي منشور على منصة Truth Social، قال ترامب إن إسرائيل ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة فور انتهاء القتال، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين "سيتم توطينهم في مجتمعات أكثر أمانًا وجمالًا"، دون الحاجة إلى تدخل عسكري أمريكي في المنطقة.
الفلسطينيون يرفضون التهجير القسري
قوبلت هذه التصريحات بغضب واسع في غزة، حيث أكد الفلسطينيون رفضهم لأي محاولات لفرض التهجير عليهم، مستحضرين ذكريات النكبة عام 1948، عندما أُجبر نحو 700 ألف فلسطيني على مغادرة ديارهم بعد قيام إسرائيل.
دعوات لإعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى
دعا كاتس عدة دول، من بينها إسبانيا والنرويج وأيرلندا، إلى استقبال الفلسطينيين الراغبين في مغادرة غزة. وكانت هذه الدول قد اعترفت رسميًا بدولة فلسطين العام الماضي دعمًا لحل الدولتين، وهو ما أثار غضب إسرائيل التي استدعت سفراءها واتهمت تلك الدول بـ"مكافأة الإرهاب".
ورفض وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، الطلب الإسرائيلي، مشددًا على أن "غزة هي أرض شعب غزة"، ويجب أن تكون جزءًا من الدولة الفلسطينية المستقبلية، رغم استعداد بلاده لاستقبال الفلسطينيين المحتاجين إلى العلاج الطبي العاجل.
اليمين الإسرائيلي يدعم رؤية ترامب
في إسرائيل، اعتبر التيار اليميني المتطرف تصريحات ترامب دعمًا لموقفه الداعي إلى إخلاء غزة من سكانها الفلسطينيين وإعادة توطين اليهود فيها. وأشادت النائبة ليمور سون هار ميليش برؤية ترامب، مؤكدة أنها تتوافق مع أهداف حزبها، الذي انسحب سابقًا من الحكومة احتجاجًا على اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي مقابلة إذاعية، أعربت عن أملها في رؤية "حافلات تخرج من غزة محملة بسكانها"، مشيرة إلى أن حزبها لن يعود إلى الائتلاف الحاكم إلا بعد تنفيذ هذه الرؤية.