في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية بشأن القضية الفلسطينية، أكد البرلمان العربي وجامعة الدول العربية موقفهما الثابت الرافض لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني، مجددين الالتزام بدعم حقوقه التاريخية غير القابلة للتصرف.
الجامعة العربية: السلام يبدأ بحل الدولتين
أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان رسمي أن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط مرهون بتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يستند إلى مبادئ الشرعية الدولية وتنفيذ حل الدولتين المعترف به عالميًا, وشددت الجامعة على أهمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشارت الجامعة إلى أن أي محاولات للابتعاد عن هذه المبادئ لن تسفر سوى عن مزيد من التصعيد وإطالة أمد الصراع، مما يؤدي إلى تفاقم معاناة شعوب المنطقة. وأكد البيان أن القضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع سياسي، بل قضية إنسانية وعدالة للأرض والشعب، مستنكرة محاولات التهجير القسري وتوسيع المستوطنات باعتبارها انتهاكات صارخة للقانون الدولي.
ودعت الجامعة كافة الدول الداعمة لحل الدولتين إلى الانخراط الجاد والفوري في عملية سلام ذات مصداقية تهدف إلى تطبيق هذا الحل على أرض الواقع, واعتبرت أن هذا المسار هو الوحيد الذي يمكن أن يحقق الأمن والسلام للجميع في المنطقة.
البرلمان العربي: التهجير القسري جريمة لا تسقط بالتقادم
من جانبه، أدان رئيس البرلمان العربي، محمد بن أحمد اليماحي، في بيان رسمي محاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، واصفًا هذه المحاولات بأنها جريمة بموجب القانون الدولي الإنساني وانتهاك صارخ لقرارات الشرعية الدولية.
وقال اليماحي إن هذه الدعوات تمثل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة، وتهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من جذورها، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كما دعا رئيس البرلمان العربي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته التاريخية، واتخاذ موقف حازم وواضح ضد هذه المحاولات, وطالب البرلمانات الإقليمية والدولية بالضغط على حكوماتها لدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة المخططات التي تستهدف حقوقه المشروعة.
التزام عربي ودعوة لتحرك دولي
إن موقف الجامعة العربية والبرلمان العربي يعكس وحدة الصف العربي في مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية، ويؤكد أن التهجير القسري أو أي انتهاكات أخرى لن تُقبل بأي شكل من الأشكال.
وبينما تستمر الدعوات العربية والدولية لدعم حل الدولتين، تبرز الحاجة إلى تحرك عاجل وفعّال من قبل الدول والمنظمات الدولية لتحويل هذا الحل إلى واقع ملموس. فتأجيل الحلول واستمرار الانتهاكات سيزيد من تعقيد المشهد، ويجعل السلام حلمًا بعيد المنال.
القضية الفلسطينية: اختبار للإرادة الدولية
إن ما يحدث اليوم في الأراضي الفلسطينية هو اختبار حقيقي للإرادة الدولية في مواجهة الظلم وتحقيق العدالة, فالقضية الفلسطينية ليست فقط قضية شعب يطالب بحقوقه، بل قضية إنسانية تفرض على العالم أجمع العمل بجدية من أجل إنهاء معاناة الفلسطينيين وتحقيق السلام في المنطقة.