قالت رودي نبيل، مؤسِّس "معًا لغد مشرق التعليمي" وأدمن "حوار مجتمعي تربوي"، ومشرف "معًا نطور تعليمنا" واتحاد أولياء الأمور الرسمي لغات، إن امتحانات صفوف النقل قد شهدت لهذا العام حالة من الفوضى والارتباك غير المسبوقين.
حيث غابت أدنى معايير العدالة والمساواة. نماذج الأسئلة في اللجنة الواحدة تنوعت بين السهولة المفرطة والصعوبة الشديدة، مما حرم الطلاب من تكافؤ الفرص في الإجابة. كيف يُعقل أن يتم تقييم الطلاب بناءً على معايير غير موحدة؟
سقوط السيستم... معاناة تتكرر بلا حلول
وأوضحت رودي نبيل أن الطلاب واجهوا أزمة متكررة في الامتحانات الإلكترونية بسبب تعطل السيستم وتأخر فتح المنصة الامتحانية لأسباب فنية. هذا الخلل الفني أدى إلى إهدار وقت الطلاب دون أي تعويض زمني، مما أثار استياءً واسعًا بين الطلاب وأولياء الأمور. هل أصبحت التكنولوجيا عبئًا بدلًا من أن تكون أداة لتطوير التعليم؟
طباعة سيئة... وأوراق مشوشة
وأشارت رودي نبيل إلى تكرار الشكاوى من سوء طباعة أوراق الامتحانات، حيث ظهرت بعض الأسئلة غير واضحة تمامًا بسبب رداءة التصوير والطباعة. أوراق امتحانية بخط صغير جدًا ومساحات ضيقة للإجابة، جعلت من الصعب على الطلاب فهم الأسئلة أو تقديم إجابات وافية. هل يعقل أن يتحمل الطالب أخطاء الطباعة التي تُفقده حقه في التعبير عن إجاباته؟
أسئلة خارج المنهج... أين الرقابة؟
وأردفت رودي نبيل أن طلاب الصف الأول الإعدادي تفاجأوا بأسئلة خارجة عن المنهج الدراسي، مما أثار موجة من الغضب والقلق لدى الطلاب وأولياء أمورهم. الامتحانات يجب أن تلتزم بمواصفات الوزارة لضمان موضوعية التقويم. كيف يتم السماح بإعداد امتحانات بعيدة كل البعد عن المنهج؟ وأين دور الرقابة في مراجعة هذه الامتحانات؟
ازدواجية الامتحانات... ورقي وإلكتروني بلا مساواة
وأوضحت رودي نبيل أن التباين بين الامتحانات الورقية والإلكترونية أخلّ بمبدأ تكافؤ الفرص. الطلاب الذين أدوا الامتحانات ورقيًا حصلوا على وقتهم كاملًا، بينما عانى الطلاب في النظام الإلكتروني من تعطيلات دون إنصافهم. هل هذا هو التطوير الذي نطمح إليه؟ أين العدالة بين الطلاب في نفس المرحلة الدراسية؟
نماذج متعددة... وفوضى في التوزيع
وكشفت رودي نبيل أنه في بعض الإدارات التعليمية تم توزيع نماذج امتحانات متشابهة مع اختلاف ترتيب الأسئلة، بينما حصل طلاب إدارات أخرى على نماذج مختلفة تمامًا. هذا التفاوت خلق حالة من الفوضى والارتباك، وأثار تساؤلات حول عدالة توزيع الامتحانات. كيف نضمن المساواة في ظل هذا التباين في النماذج؟
تجاهل أصوات المعلمين وأولياء الأمور
المعلمون وأولياء الأمور يعيشون هذا الواقع بكل تفاصيله، ومع ذلك، لا يبدو أن هناك استجابة جادة لمعالجة هذه المشكلات. مطالب المعلمين بتوفير بيئة امتحانية عادلة ومنصفة لم تجد حتى الآن آذانًا صاغية. لماذا يتم تجاهل أصوات من هم في قلب العملية التعليمية؟
هل أصبحت الامتحانات عبئًا نفسيًا على الطلاب؟
بهذا الشكل العشوائي في إعداد وتوزيع الامتحانات، تحولت الاختبارات من أداة لتقييم المعرفة إلى مصدر ضغط نفسي شديد على الطلاب. كيف نطلب من الطالب أن يحقق نتائج عادلة وسط هذه الفوضى؟
إلى متى تستمر الفوضى؟
الأخطاء المتكررة في الامتحانات ليست وليدة اليوم، لكنها مستمرة منذ سنوات دون حلول جذرية. إلى متى ستظل هذه الأزمات بلا معالجة حقيقية؟ أين الخطط الفعالة لضمان سير العملية الامتحانية بسلاسة وعدالة؟
المطلوب... إصلاح عاجل وشامل
من أجل استعادة الثقة في نظام الامتحانات، يجب اتخاذ إجراءات حاسمة تبدأ بـ:
توحيد نماذج الامتحانات لضمان تكافؤ الفرص بين الطلاب.
تحسين البنية التحتية الإلكترونية لضمان استقرار السيستم خلال الامتحانات.
مراجعة دقيقة لمحتوى الامتحانات لضمان التزامها بالمناهج الدراسية.
تحسين جودة الطباعة وتوفير أوراق امتحانية واضحة بخط مقروء ومساحات كافية للإجابة.
تعويض الطلاب عن الوقت المهدور بسبب الأعطال التقنية.
نداء للمسؤولين: أين العدالة في التعليم؟
ووجهت رودي نبيل نداءً إلى وزير التربية والتعليم، والسادة المسؤولين عن قطاع التعليم العام: نحن اليوم أمام أزمة حقيقية في نظام الامتحانات تحتاج إلى تدخل عاجل. الطلاب وأولياء الأمور والمعلمون لا يطالبون بالمستحيل، بل يطالبون بحقهم في امتحانات عادلة تضمن تكافؤ الفرص وتحقق التقييم السليم.
هل هذا كثير على طلابنا؟ هل العدالة مطلب مستحيل التحقيق؟
وتابعت رودي نبيل: "أبناءنا ليسوا حقل تجارب، ومستقبلهم ليس مادة للتجريب. التعليم أمانة، وتقويم الطلاب مسؤولية تحتاج إلى شفافية وعدالة. ما حدث اليوم لا يجب أن يمر مرور الكرام، فالأخطاء في الامتحانات ليست مجرد هفوات بل قرارات تؤثر على مستقبل أجيال بأكملها. فلنراجع خطواتنا قبل أن ندفع الثمن جميعًا".