شهدت مدينة الأقصر صباح اليوم حدثًا أثريًا وفلكيًا فريدًا يتمثل في تعامد الشمس على معابد الكرنك، وهو ظاهرة سنوية تُبرز عبقرية المصري القديم في ربط علوم الفلك والهندسة المعمارية.
حضر الاحتفال عدد كبير من السياح وعلماء الآثار والفلك ومسؤولي الثقافة والسياحة، إضافة إلى شخصيات بارزة من المحافظة ووسائل الإعلام المحلية والعالمية.
تفاصيل الاحتفال بتعامد الشمس على معابد الكرنك
بدأت الفعالية في تمام السادسة صباحًا بساحة معابد الكرنك، حيث تجمع الحضور لمتابعة الحدث المهيب، انطلقت الاحتفالية بعرض "الصوت والضوء" الذي قدم مقدمة تاريخية حول معابد الكرنك وأهميتها في الحضارة المصرية القديمة. مع اقتراب الساعة 6:30 صباحًا، عزفت موسيقى خاصة تُعرف بـ"موسيقى شروق الشمس"، ما أضاف أجواءً روحانية ساحرة. وعند الساعة 6:35 صباحًا، ظهرت أشعة الشمس فوق الأفق، لتتعامد بعد دقائق على قدس الأقداس داخل المعابد، في مشهد أبهر الحضور وأظهر دقة التصميم الهندسي القديم.
تصريحات محافظ الأقصر حول الحدث السياحي الكبير
وفي تصريح له، أكد المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر، أن هذا الحدث يعد من أبرز الفعاليات التي تهدف إلى الترويج للسياحة الثقافية في مصر. وأوضح أن تعامد الشمس على قدس الأقداس يعكس براعة المصريين القدماء في المزج بين علوم الفلك والهندسة، مشيرًا إلى أهمية استغلال هذا الحدث للتعريف بتراث مصر الفريد على الأجندة السياحية العالمية.
تنظيم متميز للاحتفالية بتعاون بين الجهات المختلفة
تميزت الاحتفالية بتنظيم عالٍ شاركت فيه جهات عديدة، منها نقابة المرشدين السياحيين، وهيئة تنشيط السياحة، وقصر ثقافة الأقصر، وإدارة الوعي الأثري، والإدارة العامة للتنمية الأثرية والسياحية، وغرفة المنشآت الفندقية، ومديرية الشباب والرياضة. هذا التعاون بين الجهات المختلفة أسهم في خروج الحدث بصورة مشرفة أبهرت الحضور من السياح الأجانب والمصريين، الذين حرصوا على توثيق اللحظة ومشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
أهمية تعامد الشمس على معابد الكرنك
تعتبر ظاهرة تعامد الشمس على معابد الكرنك دليلًا حيًا على عبقرية المصريين القدماء في علوم الفلك والهندسة. فقد صُمم المعبد بحيث تتعامد أشعة الشمس على قدس الأقداس مرتين سنويًا، مما يبرز دقة تخطيطهم المعماري وإلمامهم بحركة الأجرام السماوية.
ختام الاحتفالية بتصفيق وإعجاب عالمي
واختُتمت الاحتفالية وسط تصفيق وإعجاب شديد من الحضور الذين أشادوا بجمال وروعة هذا الحدث الفريد. يعكس هذا الحدث الأهمية الثقافية والتاريخية لمصر، ويؤكد مكانتها كوجهة سياحية عالمية تجمع بين التاريخ العريق والجمال الطبيعي الخلاب.