التحديات والفرص.. إسرائيل وإيران في ظل التغيرات الكبرى في الشرق الأوسط

الخميس 19 ديسمبر 2024 | 01:39 مساءً
نتينياهو ووزير الدفاع الاسرائيلى يقفان فوق هضبة الجولان
نتينياهو ووزير الدفاع الاسرائيلى يقفان فوق هضبة الجولان
كتب : محمود أمين فرحان

لا تزال التحليلات التي تحاول استشراف الاتجاهات المستقبلية لإسرائيل في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا تتوالى، ويتركز معظمها على ما يُسمى بـ"الشرق الأوسط الجديد" الذي يتم السعي إلى ترسيخه في المستقبل. في الآونة الأخيرة، برز تقييم قوي في الأروقة السياسية والأمنية الإسرائيلية، مفاده أن انهيار الأسد وإضعاف الجماعات التابعة لإيران في المنطقة يوفر فرصة ذهبية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. بناءً على ذلك، يواصل سلاح الجو الإسرائيلي تعزيز استعداداته لمثل هذه الضربات المحتملة.

من أبرز الأسباب التي تدفع إلى اتخاذ هذه الخطوة هو الاعتقاد بأن إيران، التي باتت معزولة بشكل كبير بعد سقوط الأسد وإضعاف حزب الله في لبنان، قد تواصل برنامجها النووي وتصنيع سلاح نووي يُعزز قوتها الرادعة.

من الجدير بالذكر أن معظم التحليلات تشير إلى أن إيران هي الخاسر الأكبر من انهيار الأسد وتدهور وضع حزب الله، حيث فقدت المحور الذي كان يمتد من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط، مروراً بالعراق وسوريا ولبنان. هذا المحور الذي عملت إيران على تدعيمه لم يعد قادراً على دعمها، ما يجعلها أكثر انكشافاً أمام إسرائيل من دون حلفاء قريبين منها. ووفقاً لرأي اللواء يعقوب عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، فإن إيران قد تجد صعوبة في تسليح حزب الله بعد تدمير المحور، كما أنها خسرت القدرة على تهديد إسرائيل عبر حدودها الشمالية.

من جانبه، يؤكد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن الميزان الإقليمي قد تغير لصالح إسرائيل، بعد تدمير معظم القدرات العسكرية لحماس وحزب الله، وانهيار نظام الأسد، ما جعل إيران في أضعف حالاتها خلال الثلاثين سنة الماضية. كما أن التصريحات الصادرة عن مسؤولين أمريكيين تؤكد على ضرورة أن يدرك الجميع أن من يشن حرباً ضد إسرائيل سيدفع ثمناً باهظاً.

وفي هذا السياق، تبرز الفرصة الاستثنائية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية من عدة زوايا، أولها أن إسرائيل أعلنت مؤخراً أنها تمكنت من تحقيق تفوق جوي على سوريا بعد أكثر من عقد من تفادي الدفاعات الجوية السورية. هذا التفوق يتيح لها ممراً آمناً لطائراتها لتنفيذ ضربات ضد إيران. حملة القصف الإسرائيلية على سوريا كانت تهدف إلى تدمير الأسلحة المتقدمة التي قد تقع في أيدي الجماعات المعادية، وقد أسفرت عن تدمير الدفاعات الجوية السورية بشكل كبير.

ثانياً، الهجوم الإسرائيلي في 26 تشرين الأول 2024 على إيران، ردًا على قصف إيران لإسرائيل، كان يهدف إلى تقليص قدرة إيران على الرد على أي هجمات مستقبلية، ما يمنح إسرائيل تفوقاً استراتيجياً في حال قررت تنفيذ ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية في المستقبل.

ثالثاً، تشير التقارير إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تدرس خيارات عسكرية لوقف البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك توجيه ضربات جوية. هذه الخطوة، التي قد تؤدي إلى مواجهة مع إيران، تأتي في سياق نقاشات داخلية مكثفة بين مستشاري ترامب، حيث يعتبر البعض أن الضغوط الاقتصادية وحدها غير كافية لاحتواء طهران.

وعلى الرغم من أن هذه المناقشات لا تزال في مرحلة مبكرة، فإنه من الواضح أن هناك تحركات لتشديد الضغط على إيران باستخدام العقوبات العسكرية والمالية.

اقرأ أيضا