وفيات بالجملة.. تصاعد العنف في السودان يهدد الملايين

الخميس 12 ديسمبر 2024 | 02:53 مساءً
يتجمع الناس بالقرب من سيارة مدمرة، بعد قصف قوات الدعم السريع، في أم درمان، السودان،
يتجمع الناس بالقرب من سيارة مدمرة، بعد قصف قوات الدعم السريع، في أم درمان، السودان،
كتب : محمود أمين فرحان

قُتل ما لا يقل عن 127 شخصًا، معظمهم من المدنيين، جراء القصف بالطائرات والمدافع في السودان خلال اليومين الماضيين ، حسبما أفاد نشطاء حقوقيون. يأتي هذا في وقت يشهد فيه النزاع المستمر منذ 20 شهرًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع (RSF) تصاعدًا حادًا في العنف، في ظل تعثر جهود التوصل إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار، وتزايد الانشغال الدولي بأزمات أخرى.

في هذه المرحلة من الحرب، كثف الجيش السوداني من غاراته الجوية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع المسلحة ، بينما استهدفت الأخيرة القرى في مناطق مختلفة عبر غارات مدفعية مكثفة. وتواصل الجانبان استهداف المناطق المدنية ذات الكثافة السكانية العالية.

في شمال دارفور، قال نشطاء إن أكثر من ثمانية قذائف برميلية استهدفت سوق كاب كابية يوم الإثنين، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات. وكانت لجنة مقاومة الفاشر، المؤيدة للديمقراطية، قد أكدت الهجوم، بينما أفادت مجموعة "محامون من أجل الطوارئ" أن حصيلة القتلى تجاوزت المئة. كما تواصلت الهجمات الجوية على مدينة الفاشر شمال دارفور من قبل الجيش السوداني، التي تمثل آخر معقل له في المنطقة.

الجيش السوداني نفى مسؤوليته عن الهجوم على كاب كابية، مشيرًا إلى أن استهداف أي موقع تستخدمه قوات الدعم السريع لأغراض عسكرية يعد ضمن حقوقه المشروعة. فيما لم ترد قوات الدعم السريع على الفور على طلبات التعليق.

في سياق متصل، أظهرت صور نشرتها "محامون من أجل الطوارئ" جثثًا مغطاة في قبر جماعي، بينما أظهرت مقاطع فيديو تم التحقق من صحتها عبر وكالة رويترز مشاهد دموية لقتلى منتشرين في السوق، مع تصاعد ألسنة اللهب في محلات التجار وأكشاك الفاكهة، بينما تعالت صرخات الجرحى والمصلين. وكان من بين الفيديوهات ظهور مسلحين يرتدون اللفافات الرأسية، التي تميز جنود قوات الدعم السريع، على دراجات نارية.

وأشار ناشطون إلى أن الغالبية العظمى من الضحايا كانوا من المدنيين، رغم وجود بعض الجنود في السوق وفي أجزاء أخرى من المدينة.

وفي حادث منفصل، قُتل 124 شخصًا على الأقل في هجوم شنته قوات الدعم السريع على إحدى القرى جنوب العاصمة الخرطوم يوم الجمعة الماضية، بحسب نشطاء وأطباء. وأوضح الناشطون أن العديد من الجثث كانت متفحمة أو مشوهة، مما صعب التعرف على بعض الضحايا.

في وقت لاحق، استهدفت قوات الدعم السريع بمدافعها الثقيلة مناطق خاضعة لسيطرة الجيش في أم درمان، وهو جزء من ولاية الخرطوم. وأعلنت "محامون من أجل الطوارئ" مقتل 20 شخصًا، بينهم 14 كانوا على متن حافلة أصيبت في الهجوم، في حين أفادت الحكومة المحلية بأن 65 شخصًا لقوا حتفهم. وتم نقل العديد من الجرحى إلى مستشفى النور القريب.

من جهة أخرى، أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 30 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بينما فر نحو 12 مليون شخص من منازلهم بسبب النزاع المستمر. في مخيم زمزم شمال دارفور، حيث تم إعلان المجاعة، أسفر قصف يوم الثلاثاء عن مقتل سبعة أشخاص، بحسب ما ذكره المتحدث باسم لجنة تنسيق النازحين في المنطقة.

اقرأ أيضا