كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة أوميا بالسويد عن رؤى مهمة حول تطور الخلايا الجذعية وتحولها إلى خلايا متخصصة، ما يفتح آفاقًا جديدة لفهم أفضل لكيفية انقسام الخلايا ونموها بشكل غير منضبط، وهو ما يؤدي إلى تطور السرطان.
وأكد موقع "ميديكال إكسبريس" أن هذا الاكتشاف قد يسهم في تطوير علاجات جديدة للمرض.
دور البروتين LSD1 في تطور الخلايا السرطانية
أشارت الدراسة التي قادتها الدكتورة فرانشيسكا أجويلو، الأستاذة المساعدة في قسم البيولوجيا الجزيئية بجامعة أوميا، بالتعاون مع عدة مؤسسات علمية عالمية مثل جامعة بافيا، وجامعة تكساس، وجامعة إكستريمادورا، إلى أن البروتين LSD1 يلعب دورًا محوريًا في عملية تحول الخلايا الجذعية إلى خلايا متخصصة، يتم إفراز هذا البروتين بشكل مفرط في العديد من أنواع السرطان، مما يجعله هدفًا مهمًا في الأبحاث الهادفة لتطوير علاجات جديدة للمرض.
التمايز الخلوي ومثيلة الحمض النووي
تنشأ جميع خلايا الجسم من بويضة واحدة مخصبة، وتتحول هذه الخلايا إلى أنواع متخصصة تؤدي وظائف مختلفة بفضل عملية التمايز الخلوي، وعلى الرغم من أن جميع الخلايا تحمل نفس المادة الوراثية، إلا أن الخلايا المتخصصة تستخدم هذه المعلومات بطرق مختلفة لأداء وظائف متنوعة. يتم تنظيم هذه العملية بواسطة آليات وراثية وفوق جينية.
وفي الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Communications، استخدم الباحثون خلايا جذعية جنينية من الفئران لدراسة كيفية انتقالها من حالة متعددة الاستخدامات إلى خلايا متخصصة.
وأظهر الباحثون أن البروتين LSD1 لا يؤثر فقط على التعبير الجيني من خلال تغيير الهستونات، وهي البروتينات التي تلتف حول الحمض النووي، بل يعمل أيضًا كداعم للبروتينات الأخرى التي تتحكم في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تلعب دورًا حاسمًا في التمايز الخلوي.
العلاجات المستقبلية للسرطان
كشفت الدراسة عن أن مثيلة الحمض النووي غير الطبيعية ترتبط بشكل وثيق بتطور السرطان، وأن استهداف النشاط الأنزيمي للبروتين LSD1 قد لا يكون كافيًا لعلاج المرض.
وأشارت النتائج إلى ضرورة تطوير علاجات تركز أيضًا على مهاجمة الدور الداعم لهذا البروتين، وليس فقط على حجب نشاطه الأنزيمي.
وأكدت الدكتورة أجويلو أن هذا البحث ما زال في مراحله الأولى، ومن المبكر الحديث عن نتائج نهائية أو وعود بتطوير علاجات جديدة للسرطان، إلا أن هذه الدراسة قد تشكل خطوة مهمة في مواصلة الأبحاث الهادفة لمكافحة هذا المرض الخطير.